مرة اخرى يتكرر نفس المشهد الذي تعود عليه المواطن المغربي كلما حل مسؤول رفيع في زيارة ميدانية الى احدى المدن. فبعد فضيحة اكادير التي اثارت الكثير من الجدل، شهد مستشفى الناظور مفاجأة غير متوقعة تمثلت في ظهور معدات طبية حديثة واطر صحية خلال زيارة وزير الصحة.
المثير في الامر ان المواطنين الذين يقصدون المستشفى يوميا كانوا يشتكون من غياب هذه المعدات ومن نقص حاد في الموارد البشرية، لكن بمجرد الاعلان عن زيارة الوزير تحول المكان بين ليلة وضحاها، واصبح في حلة جديدة توحي بان الامور تسير على ما يرام.
هذا السيناريو يعيد الى الاذهان ما يقع خلال الزيارات الملكية، حيث يسارع المسؤولون المحليون الى صباغة الطرق وترقيع الحفر وتغطية المظاهر البئيسة وحتى جمع المتشردين، في محاولة لتلميع الصورة امام الزيارة الرسمية. لكن ما ان تنتهي الزيارة حتى تعود الامور الى سابق عهدها وكأن شيئا لم يكن.
المواطن اليوم اصبح واعيا بمثل هذه السلوكيات التي لا تعكس الواقع الحقيقي للمنظومة الصحية ولا تلامس حاجياته اليومية. فبدل اللجوء الى “المكياج” المناسباتي، يطالب الساكنة بحلول جذرية تضمن استمرارية الخدمات الطبية وجودتها على مدار السنة، بعيدا عن منطق المناسبات والزيارات الرسمية.
