في إطار تقييم الدخول المدرسي بإقليم صفرو للموسم 2015/2016 ، وبهدف التعريف بمشروع تعميم التعليم الأولي بالعالم القروي، انعقد يوم الخميس 12 نونبر 2015 بالقاعة الكبرى للعمالة، اجتماع ترأسه عامل الاقليم، إذ وبعد تقديم الإطار القانوني للتعليم الأولي، أوضح رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة من خلال عرض تقدم به بين يدي الحاضرين، أهمية التعليم الأولي بالنسبة لأطفال العالم القروي المقبلين على التمدرس، من قبيل تمكينهم من تحقيق نتائج إيجابية خلال مسارهم الدراسي، وكذا استفادتهم من فرص التعلم كاملة بالمقارنة مع تلاميذ الوسط الحضري. كما وضع من خلال مداخلنه تشخيصا شاملا لوضعية التعليم الأولي بالمناطق القروية على مستوى إقليم صفرو, حيث يلاحظ خصاص كبير في هذا الشأن، الأمر الذي ينعكس سلبا على مستوى التلاميذ بالتعليم الابتدائي وخاصة منهم من لم يستفد من التعليم الأولي، إضافة إلى غياب شبه تام لرياض الأطفال بأغلب المناطق القروية، مرجعا ذلك إلى أسباب مدرسية متمثلة في غياب البنيات التحتية، ونقص في المؤطرين، وغياب التحفيزات، و كذا غياب المبادرات المحلية في هذا الشأن. أما الأسباب غير المدرسية فهي مرتبطة أساسا بالفقر و الأمية و التشتت السكني و غيرها. كل هذه العوامل تساهم في تفشي ظاهرة الهدر المدرسي التي أضحت إحدى المظاهر السلبية المرتبطة بالتعليم في العالم القروي. بناء على هذا التشخيص وكذا المعطيات المتوفرة من خلال التشخيص المجالي المنجز سنة 2014 والذي شمل 246 دوارا، تم التفكير في توظيف المدارس وفضاءات أخرى كأماكن احتضان هذه المبادرة وذلك مع مراعاة مبدأ القرب، بالاعتماد على الطاقات البشرية المحلية المتواجدة بعين المكان، ما سيمكن من بلورة مشروع دعم التعليم الأولي بالوسط القروي ووضع أسسه، لتمكين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات من الحق في التمدرس و مساعدتهم على الاندماج في المنظومة التربوية، و بتر رافد أساسي من روافد استفحال الأمية بالوسط القروي. ومن جهته ثمن السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم صفرو هذه المبادرة، و أبدى انخراطه الكامل في هذا الورش و استعداده رفقة كل أعضاء المجلس العلمي لمواكبة هذا المشروع، و السعي وراء إخراجه لحيز الوجود. وفي الختام ، دعا عامل الإقليم كل الشركاء المعنيين من مصالح خارجية و جماعات ترابية لعقد جلسة عمل في إطار لجنة مصغرة لتدارس كل جوانب المشروع في أجل أقصاه شهر واحد، و تقديم تصورهم النهائي بغرض تفعيله ميدانيا في المدى القريب جدا. كما ثمن هذا المقترح و الذي يعتبر فريدا وسيمكن من المساهمة المباشرة في محاربة الظواهر السلبية التي تشوب قطاع التعليم بالمغرب، وأكد أن نجاح و بلوغ أهدافه يبقى رهينا بالتعبئة الشاملة لكافة المتدخلين و تحقيق الالتقائية فيما بينهم.
الصورة من الارشيف