مرة اخرى تثبت سياسة بعض المسؤولين ان ساكنة صفرو تعتبر درجة ثانية في سلم المواطنة. بعد تجديد الأسطول المهترئ للنقل الحضري بفاس، تم ارسال الحافلات القديمة الى صفرو، حافلات لا تصلح للنقل وتهدد البيئة وسلامة الركاب. هذا ليس الا مثال واحد على سلسلة من الممارسات التي تظهر تجاهل ساكنة المدينة وحقها في العيش الكريم.
وليس الامر محصورا في النقل فقط، فحتى عندما تضيق المدن الكبرى بالمشاكل الاجتماعية، يتم ترحيل المختلين عقلياً والنازحين من فاس الى صفرو، وكأن المدينة مصممة لاستقبال بقايا المدن الاخرى. اين حقوق ساكنة صفرو في بيئة نظيفة وامنة؟ اين المسؤولين المحليين الذين يظهرون وجوههم فقط كل خمس سنوات لجمع الاصوات، ثم يختفون تاركين المدينة لمشاكلها؟
هذه الممارسات تعكس احتقار واضح للساكنة وتهميش مستمر، ولا يمكن السكوت عنه. على الجميع من سياسيين ومجتمع مدني ووسائل اعلام ان يرفعوا الصوت، ويطالبوا بالعدالة، والحق في بيئة نظيفة، ووسائل نقل امنة، وفرص متساوية للعيش الكريم. صفرو ليست مكانا لرمى النفايات البشرية والمادية، بل مدينة تستحق الاعتراف والاحترام والمساواة في الخدمات.
حان الوقت لتتحمل السلطات مسؤولياتها كاملة، وتضع حدا لسياسة التهميش المزمنة التي تحرم المواطنين من حقوقهم الاساسية.