… إتماما للموضوع حول التنمية بمدينة المنزل، وحتى لانكون مجحفين في حق أحد من الناس، خصوصا فيما يتعلق بالمشهد الجامد، فقد استرعى انتباهنا وجود حديقة حديثة النشأة، تمت إقامتها على حساب أشجار معمرة تم قطعها لهذا الغرض.. الفكرة تبدو مستحسنة في مجملها ـ رغم ما قد يقال عن قطع الأشجار ـ إلا أننا لا نترك الذي سمع بحديقة ولم يعاين المكان يسرح بخياله بعيدا.. فنحن نتحدث فقط عن بضعة كراسي حديدية تم زرعها بالمكان إلى جانب شجيرات صغيرة بمنحدر يطل على الشارع الرئيسي. إلا أنه كان من الواجب أن تعلق ببابها لافتة كتلك التي تحملها الأفلام الرديئة بالشاشة الصغيرة، والتي تحدد سن الاستعمال في 12ـ نظرا لأن المنحدر الذي يحد الشارع بقي مفتوحا، ويشكل خطر السقوط على الأطفال في كل لحظة..
وما دمنا نتحدث عن مخطط التنمية بالمدينة، فلا يفوتنا طبعا أن نعرج على المشروع الاستراتيجي المتكامل غير بعيد عن الحديقة، وإن كنا لانعرف له اسما حتى الآن لغياب لافتة تحدد نوعية الأشغال بالمكان، حيث بقي الاسم مادة اجتهاد للجميع:(مخازن؟ دكاكين؟ محلات تجارية؟ مطفية؟ …) غير أن الاختلاف ظل يخص التسمية فقط، أما فيما يخص تدبير الفضاء فقد اتفق الجميع على أنه كان بالإمكان أفضل مما كان ـ بغض النظر طبعا عن طريقة البناء وكيفية إتمام الأشغال ـ حيث أجمع الكل على أن تدبير هذا المجال بهذه الطريقة لا يستجيب لأبسط المتطلعات.
لقد حان الوقت أخيرا ليتم إشراك النسيج الجمعوي المحلي في تحقيق التنمية، وصنع القرار الترابي وفق مقاربة تشاركية، تأخذ بعين الاعتبار اقتراحات جميع الفاعلين، وترقى إلى انتظارات المواطنين الواسعة، حتى لايظل تدبير الشأن المحلي حكرا على فئة معينة بمنظور فردي…