تستعد ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمراكش ورمزها الثقافي المتجذر، لعملية ترميم كبرى تروم الحفاظ على هويتها التاريخية، مع تحديث بنيتها التحتية لتحسين تجربة الزائرين. المشروع، الذي تشرف عليه مجموعة “العمران” لفائدة جماعة مراكش، رُصد له غلاف مالي يناهز 100 مليون درهم، ومن المرتقب أن ينطلق خلال 2025 ويمتد لسبعة
تتمثل الأشغال في أربع مراحل متكاملة، تبدأ بأشغال التهيئة الأساسية، تشمل تسوية الأرض وإعادة تأهيل الشبكات تحت الأرضية (الكهرباء، الماء، التطهير)، لتليها عملية تجميل للساحة، من خلال فرشها بحجارة طبيعية منحوتة تعكس الطابع التراثي الأصيل للموقع.
ولإعادة تنظيم الفضاء العمومي، سيُخصّص فضاء خاص لعربات الخيول التقليدية يتسع لـ28 عربة، كما سيتم بناء مرافق صحية جديدة، وإحداث كشك معلومات سياحي بتصميم عصري. كل هذه التغييرات تهدف إلى تعزيز جاذبية الموقع، دون المساس بروحه الفريدة.
جامع الفنا، المصنفة تراثاً إنسانياً غير مادي من طرف اليونسكو منذ 2008، ليست مجرد ساحة، بل مسرح حي يجمع الحكواتيين، الموسيقيين، ومروّضي الأفاعي، في فسيفساء فنية متوارثة منذ القرن الحادي عشر.
وفي سياق تثمين هذا التراث، أعيد فتح المقر التاريخي لبنك المغرب، المشيّد عام 1922 بجوار الساحة، ليحتضن أول متحف مغربي مخصص للتراث اللامادي لجامع الفنا، تحت إشراف المؤسسة الوطنية للمتاحف. يهدف هذا المتحف إلى توثيق الذاكرة الجماعية وتحفيز الوعي بأهمية حماية الموروث الشعبي.
ويأتي هذا الورش في إطار استراتيجية أوسع لإعادة تأهيل مدينة مراكش وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، خاصة بعد أن استقطبت خلال سنة 2024 ما يقارب 4 ملايين سائح، وحققت 6.4 ملايين ليلة مبيت.