رموز : امحمد الزگاني رحمه الله من أوائل من فكروا و طبقوا فكرة الاقتصاد التضامني و في مؤسسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة بصفرو

من يعرفون الأستاذ المرحوم السي امحمد الزگاني يذكرون أنه كان مرجعا في الإدارة بشكل عام. فقد أسس رحمه الله إحدى أوائل التعاونيات بإقليم صفرو و كانت خاصة بمربي و بائعي الدجاج بالمدينة. و ظل المرحوم رئيسا لهذه التعاونية بإلحاح من زملاءه الذين كانوا يصرون على توليه هذه المسؤولية كل جمع عام لما وجدوا فيه من حنكة في التسيير و تضحية و نكران الذات.
المرحوم السي امحمد الزگاني ، و بالنظر للسمعة الطيبة التي كان يتمتع بها ، ترشح للمجلس البلدي لمدينة صفرو و أصبح نائبا أول لرئيس المجلس خلال الولاية الجماعية 1984 _ 1992 . و خلال هذه الفترة قدم دروسا في التسيير الجماعي ، في وقت كانت فيه المدينة تتلمس الطريق لتصبح حاضرة من حواضر المملكة . و سيرا على ما بدأه المرحوم محمد يخلف ، استمر المجلس البلدي آنذاك في تنفيذ أوراش التحضر ، و هو عمل جبار لا يدركه إلا من كانت له حرقة البناء و التضحية من أجل نهضة المدينة. يذكر الجميع أن هذا المجلس خلال هذه الفترة هو من أسس الملتقى الثقافي لصفرو الذي لا زالت المدينة تفاخر به باعتباره حدثا وطنيا و دوليا يجمع نخبة من المفكرين و الباحثين في مختلف المجالات. و خلال تحمله المسؤولية داخل المجلس ، حاول جاهدا إحداث مجزرة خاصة باللحوم البيضاء داخل المجزرة البلدية ، إلا أن الفكرة و إن كانت قد انطلقت ، لم يكتب لها الاستمرار بفعل تهرب بائعي اللحوم البيضاء من هيكلة القطاع داخل إطار صحي و مراقب .
من مكرماته التي لم يكتب لها الاستمرار تأسيسه لجمعية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ، و خاصة منهم الأطفال ذوي إعاقة ذهنية ، حيث كانت له إرادة لتمكينهم من التعلم و التمدرس وفق امكانياتهم العقلية و وفق مناهج خاصة بتدريس هذه الفئة من الأطفال.كان رحمه الله يسعى بكل ما يملك من طاقة من أجل جعل هؤلاء الأطفال يندمجون في إطار شبه مدرسي يتيح لهم امتلاك بعض ملكات عيش الحياة اليومية العادية. و لهذا افتتح بمساعدة بعض المحسنين مؤسسة خاصة باستقبالهم كان في أغلب الأحيان يؤدي واجب كرائها من ماله الخاص. إلا أن هذا المشروع لم يكتب له الاستمرار مما خلف حسرة في أوساط آباء و أولياء هؤلاء الأطفال.
السي امحمد الزکاني رحمه الله كان الأستاذ الفاضل ، و المربي و المسير صاحب الكفاءة العليا ، و علم اجيالا لاحقة معنى التضامن و روح المجموعة و التضحية من أجل الآخرين و كل القيم و المثل العليا ، و بهذا يستحق أن نذكره و نذكر بمناقبه . رحم الله السي امحمد الزگاني و جعله في اعلى مراتب الجنة .