في إطار دينامية متسارعة لتحديث المنظومة الأمنية والارتقاء بخدمات النقل الجوي، تواصل المديرية العامة للأمن الوطني تنزيل رؤية جديدة تجعل من الرقمنة رافعة أساسية لتدبير العبور بالمطارات المغربية. وفي هذا السياق، يجري الإعداد لتعميم العمل بنظام البوابات الإلكترونية الذكية (E-Gate) بشراكة مع المكتب الوطني للمطارات، في خطوة تروم تسهيل حركة المسافرين وتعزيز شروط السلامة والأمن وفق المعايير الدولية.
واختير مطار مراكش المنارة كنقطة انطلاق أولى لاعتماد هذا النظام، باعتباره محطة جوية ذات حمولة سياحية ورياضية عالية، على أن يتم تعميم التجربة لاحقاً على مختلف المطارات الوطنية. ويأتي هذا المشروع في انسجام مع “مخطط ماستر 2030”، الذي يشكل خارطة طريق لإعادة هيكلة البنيات التحتية الجوية، من خلال تحديث المطارات القائمة، والتخطيط لتوسعات كبرى، وإحداث محاور جوية جهوية جديدة تستجيب للتحولات الاقتصادية والديمغرافية.
ولا ينفصل هذا الورش التقني عن البعد البشري، حيث عملت المديرية العامة للأمن الوطني على تعزيز الموارد البشرية بالمراكز الحدودية، خصوصاً في المدن المرشحة لاحتضان المنافسات الرياضية القارية. وفي هذا الإطار، تم توظيف أزيد من 100 موظفة وموظف شرطة جدد، خضعوا لتكوينات ميدانية تطبيقية مكثفة، ركزت على تقنيات المراقبة الحدودية الحديثة وأساليب التفتيش المتقدمة.
كما شمل الدعم المصالح والفرق الولائية المكلفة بالأمن الرياضي، خاصة في مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير وفاس وطنجة، حيث جرى تعزيزها بالموارد البشرية الضرورية لمواكبة التظاهرات الكبرى. وفي السياق نفسه، تم تعيين 3387 شرطية وشرطياً من خريجي هذه السنة للعمل ضمن القيادات الأمنية التي ستشرف على تأمين مباريات كأس إفريقيا للأمم، بما يضمن الجاهزية والانتشار المحكم داخل وخارج الملاعب.
ويعكس هذا التوجه الشمولي حرص المغرب على بناء نموذج أمني حديث، يجمع بين الابتكار التكنولوجي والتأهيل البشري، ويواكب الدينامية التي تعرفها البلاد على مستوى استضافة التظاهرات الدولية، مؤكداً بذلك قدرته على التوفيق بين تسهيل التنقل وضمان أمن المسافرين والوفود والجماهير في آن واحد.

