
أثارت واقعة مثيرة غضب السلطات الفرنسية والرأي العام، بعدما أقدم رجل من أصل مغربي على إشعال سيجارة فوق الشعلة الأبدية المخصصة لتكريم الجندي المجهول بباريس، تحت قوس النصر.
السلطات الفرنسية اعتبرت الفعل إهانة لرمز وطني يجسد تضحيات آلاف الجنود الذين سقطوا دفاعا عن فرنسا، حيث أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو عن قرار سحب الإقامة من المعني بالأمر، مشددا على أن ما وقع لا يعكس مطلقا قيم الاحترام للرموز الوطنية.
الشخص الموقوف يدعى “حمدي حكيم”، يبلغ من العمر 47 سنة، بلا مأوى، ويتوفر على إقامة مؤقتة في فرنسا إلى غاية أكتوبر 2025. وقد تم توقيفه في شارع الجيش الكبير بالمنطقة 17 من باريس، يوم الثلاثاء حوالي الساعة السادسة مساء، بعد أن تعرفت عليه الشرطة من خلال الفيديو المنتشر.
في البداية أنكر حمدي مسؤوليته، قبل أن يقر بالفعل لاحقا، مؤكدا أنه لم يكن تحت تأثير أي مادة مخدرة أو كحول، بل تصرف عن وعي، بل وبنوع من التباهي.
الرجل يواجه حاليا تهما ثقيلة، أبرزها “انتهاك حرمة نصب تذكاري مخصص للموتى”، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بالسجن لمدة سنة، وغرامة قد تصل إلى خمسة عشر ألف يورو. ولا يزال المعني بالأمر رهن الاحتجاز إلى غاية تقديمه أمام القضاء.
الواقعة انفجرت بعد انتشار مقطع مصور التقطته سائحة كانت تمر بالمكان مساء الإثنين، ونشر لأول مرة على منصة “تيك توك”، لتنتشر بعدها بسرعة على وسائل التواصل، ما دفع السلطات إلى التحرك العاجل.
ردود الفعل في فرنسا كانت غاضبة، خصوصا أن مكان الواقعة يحمل رمزية كبيرة في الذاكرة الجماعية للفرنسيين، كما اعتبر كثيرون أن التساهل مع مثل هذه السلوكيات قد يشجع على تكرارها، وهو ما لا يمكن القبول به، حسب وسائل إعلام فرنسية.



