في اكتشاف علمي قد يقلب موازين مكافحة الأوبئة التي تنقلها الحشرات، توصل باحثون إلى أن أحد الأدوية المستعملة أصلا ضد الطفيليات يمكنه تحويل دم الإنسان إلى سم قاتل بالنسبة للبعوض.
الدواء المعني، والذي يستخدم لعلاج أمراض طفيلية مثل الديدان، أظهر فعالية غير متوقعة حين لوحظ أن البعوض الذي يتغذى على دم شخص تناول جرعة من هذا الدواء، سرعان ما ينفق نتيجة السموم التي يحملها الدم.
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام إمكانية استخدام الدم البشري كوسيلة مباشرة لمحاربة ناقلات الأمراض، مثل البعوض المسبب للملاريا والحمى الصفراء وحمى الضنك، التي تفتك بملايين الأرواح حول العالم.
الفكرة قد تبدو خيالية: تناول حبة واحدة من الدواء لا تحميك أنت فقط، بل تجعل دمك غير قابل للاستهلاك من طرف البعوض، مما يؤدي إلى تقليص دورة حياة الحشرة نفسها، ويحد من قدرتها على نقل العدوى.
هذه القفزة في التفكير، التي بدأت من دراسة لتأثير دواء الإيفرمكتين على الطفيليات، قد تفضي إلى ثورة في طرق الوقاية من الأوبئة، وتدفع نحو مراجعة المفاهيم التقليدية في التعامل مع الحشرات الناقلة للأمراض.