تداول نشطاء اجتماعيون من مدينة المنزل والدواوير المجاورة، ظاهرة انتشار الزواحف والحشرات السامة، ليس فقط في الأراضي الزراعية، بل امتدت هذه الحشرات والأفاعي إلى محيط الأحياء السكنية، كالمقابر… ، الأمر الذي أصبح يشكل تهديدا مباشرا على حياة الإنسان و المواشي، خاصة وأن هذة السنة تعد شبه جافة.
وبحسب النشطاء ذاتهم، فقد شهدت، الأيام السابقة، أكثر من حالة كادت أن تؤدي إلى كارثة، لولا لطف الله عز وجل. مما دفع بالنشطاء إلى نشر صورها على المواقع مصحوبة بنداءات لمن يهمهم الأمر.
فغالبا ما توجه أصابع الاتهام إلى ارتفاع درجات الحرارة من قبل العامة؛ لكن الدراسات، تتبث أن هناك أسبابا أخرى تؤدي إلى انتشار الزواحف والحشرات السامة. ومن بين هذه الأسباب أن الثعابين تدخل في فترة تزواج بدءا من شهر يونيو حتي سبتمبر، مما يؤدي إلى تكاثرها.
عامل آخر، حسب الدراسات، يتمثل في كسر السلسلة البيئية لكائنات أخرى، فهناك كائنات تدخل الثعابين ضمن سلسلتها الغذائية مثل الثعلب والنمس والكلب، ونتيجة لعمليات القتل أو الصيد الجائر لهذه الحيوانات، وكذا المبيدات التي تقضي على القنافذ، جعل البيئة مناسبة لتكاثرها.
ناهيك عن استفحال عادات خاطئة لدى الساكنة من قبيل زراعة الأشجار والنباتات بجوار المنازل مما يشكل بيئة خصبة لثكاثرها واستقرارها. علاوة على كثرة النباتات والخرب، والحواجز الحجرية بجنابات الضيعات الفلاحية، واحتفاظ الأسر بالمتلاشيات بالمرآب والدهاليز. وهي سلوكيات خاطئة ومصدر تهديد.
وحسب نفس الدراسات، فارتفاع درجات الحرارة المتواصل، يعتبر مجرد محفز على خروج الزواحف السامة من جحورها، وكذلك الحشرات السامة، مثل العقارب، خاصة مع بداية فصل الصيف. فهي تخرج إما بحثا عن فريسة، أو بحثا عن مكان تحتمي به من شدة الحر، مهددة بذلك حياة الإنسان.
هذا الأمر، يطرح أكثر من تساؤل، خاصة وأن أرقام الإصابات نتيجة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي تزداد حدة كل فصل صيف، حيث تطالعنا وسائل الإعلام بشكل يومي عن حوادث مميتة لأشخاص تعرضوا للدغات الأفاعي ولسعات العقارب في مجموعة من المدن المغربية.
فقد سجلت عدة قضايا مأساوية شهدتها مناطق عدة بالمغرب، تجعلنا أمام خطر حقيقي داهم، خطر أن يتم فيها التعامل بنوع من الاستخفاف في حالات تؤدي في نهايتها بمواطنين إلى الموت وتعرضهم للخطر وبعاهات مستديمة، ويكون فيها الطب عاجزا عن إنقاذهم، وهو ما يلزم بقوة القانون الجماعات الترابية والسلطات الصحية بوضع مخطط استعجالي لمحاربة السموم التي أصبحت معركة حقيقية يواجهها سكان العالم القروي والمغرب العميق.
هذا التخوف المشروع والمطالب الموضوعية، دفعت الساكنة عبر نشطاء الفضاء الأزرق، إلى مطالبة الجماعات الترابية بدائرة المنزل بتطبيق (المادة 83 من القانون التنظيمي للجماعات الترابية) لتحمل مسؤوليتها من خلال القيام بحملات لاجتثاث الأشجار والحشائش المحيطة بالمنازل، وتنقية الخرب، وحث الساكنة على تبليط أسفل الجدران الخارجية وسد الشقوق، وكذا التعاقد مع شركات متخصصة في محاربة الزواحف السامة.
هذا الأمر، يسائل كذلك، السلطات الصحية للقيام بحملات التوعية والعمل على تحضير البنية التحتية واللوجستيكية المناسبة، لحالات الطوارئ للتدخل قبل فوات الأوان. والسقوط في تهمة إهمال وعدم تقديم إسعافات لشخص في حالة خطر.
كما يستدعي الأمر، الحيطة ٠والحذر من قبل الساكنة من خلال العمل على إزالة جميع الشروط التي يمكنها أن تشكل بيئة خصبة لتواجد الزواحف السامة. وفي حالة وقوع لذغة، لاقدر الله، الإسراع إلى أقرب مركز صحي لاجراءات أولية في أفق النقل إلى مستشفى أكبر.
وغالبا ما تقدم وزارة الصحة النصائح التالية، فعلى المواطنات والمواطنين، خاصة الأطفال، باتباع مجموعة من التدابير لتفادي تعرضهم لخطر التسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي: كعدم إدخال الأيادي في الحفر والجحور، وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة تحريك الأحذية والملابس الواقية قبل ارتدائها والانتباه في حالة القيام بعمل ميداني أو رفع الحجارة…
وفي حالة الإصابة تحذر الوزارة من استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي مكان اللدغة واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب، لأن ذلك ينتج عنه في غالب الأحيان مضاعفات خطيرة، وفق تعبيرها.
مع ضرورة التعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، إذ أن كل تأخير في تلقي العلاج له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي.