شكل خطاب العرش الأخير منعطفا نوعيا في رسم ملامح النموذج التنموي الجديد الذي اتخذه المغرب الحديث، عنوانه البارز الجدية في رسم وتنفيذ السياسات العمومية، وتكريس القيم الدينية والوطنية والاجتماعية لدى المواطن المغربي. فلقد انطلق من النجاحات الأخيرة التي سجلتها بلادنا على الصعيد الرياضي والابتكار التكنولوجي والدبلوماسي ،ليستخلص منها سر التألق وكيمياء النجاح الذي ينبغي أن يطبع كل المجالات السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية . حيث أصبح المغرب رقما صعبا على الصعيد الدولي في مجالات الرياضة والابتكار بفضل ما أبان عنه شبابنا من جدية وتفان في خدمة الوطن مع التمسك بالقيم الدينية والوطنية والأسرية، في ظل رعاية ملكية فائقة . كما شكلت الاعترافات المتتالية بمغربية الصحراء من لدن القوى العظمى دليل نجاح الدبلوماسية المغربية وفق استراتيجية محكمة يقودها صاحب الجلالة نصره الله و أيده ، ونتيجة طبيعية للحزم الذي أبان عنه المغرب في الدفاع عن مغربية صحرائه ومشروعية حقوقه. هذا الحزم وهذه الجدية، يقول صاحب الجلالة ” يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل وأن تشمل جميع المجالات السياسية والادارية والقضائية : من خلال خدمة المواطن واختيار الكفاءات المؤهلة وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة ، وفي المجال الاجتماعي وخاصة قطاعات الصحة والتعليم والشغل والسكن …وقطاع الاستثمار والانتاج والأعمال .” والجدية تفيد من ضمن ما تفيده ، تفعيل المبادئ الدستورية التي تقضي بربط المسؤولية بالمحاسبة و إشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص. و قد أورد جلالته أن العناية الفائقة والالتزام الراسخ بتحسين مستوى عيش الساكنة و التخفيف من حدة الازمات الاقتصادية و الاجتماعية والبيئية ، كانت وراء: إطلاق ورش الاستثمار الأخضر للمكتب الشريف للفوسفاط. تسريع مسار قطاع الطاقات المتجددة. د. رشيد اليوسفي إعداد مشروع عرض المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر . استكمال شروط تنزيل ورش الحماية الاجتماعية الذي سيشرع فيه نهاية هذا العام. بلورة البرنامج الوطني للماء وفق آليات الحكامة والتدبير المحكم. التأكيد على صيانة منظومة القيم الدينية والوطنية للمغاربة. صيانة الروابط الاجتماعية للأسرة المغربية. الالتزام بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد . الالتزام بمواصلة المسار التنموي الهادف إلى تحقيق العدالة المجالية. الالتزام بمبادئ التعاون الدولي وحسن الجوار والتعاون بين الشعوب. التنويه بالخدمات الجليلة والتضحيات الجسيمة للقوات المسلحة الملكية والدرك والملكي والأمن الوني والقوات المساعدة والوقاية المدينة . هذه المشاريع و المسارات تشكل ، في تقديرنا ،خارطة الطريق للاستراتيجيات الحكومية التي ينبغي تفعيلها بنفس الحزم والجدية ، والتي ينبغي أن تشمل المجالات الآتية: تسريع الانتقال الطاقي. تحسين مناخ الأعمال وحفز الاستثمار. بلورة سياسة متكاملة لتدبير الماء في ظل التقلبات المناخية الدولية وندرة الماء التي يعرفها بلدنا والعديد من بلدان العالم. تحسين الخدمات الاجتماعية في مجالات الصحة والتعليم والشغل والسكن. بلورة استراتيجية ثقافية وإعلامية عنوانها صيانة القيم الدينية والوطنية والاجتماعية للمغاربة. مراجعة مدونة الأسرة بما يضمن صيانة القيم الاجتماعية للمغاربة وتحقيق الإنصاف والمساواة بين افراد الأسرة وتقوية الروابط العائلية. تكريس نموذج تنومي مجالي وشمولي قائم على الجهوية الموسعة. حفز الدبلوماسية الموازية على التجند الدائم وراء صاحب الجلالة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.الاسراع بتنزيل ورش الحماية الاجتماعية.
د. رشيد اليوسفي