Site icon جريدة صفرو بريس

حين تختلط القداسة بالدعاء للقتل

شهدت مدينة الصويرة مؤخرا تنظيم الهيلولة السنوية للحاخام حاييم بينتو، وهو تقليد ديني يهودي متجذر في المغرب منذ قرون. المناسبة كان يفترض ان تكون محطة روحية للتضرع من اجل الخير والسلام والسكينة، غير ان جزءا مما روجته وسائل اعلام اسرائيلية كشف ان بعض الصلوات توجهت بشكل صريح نحو الدعاء لانتصار الجيش الصهيوني وعودة جنوده من غزة.

هنا تحديدا يطرح السؤال الكبير: كيف يمكن لطقس ديني يقام فوق تراب المغرب، ارض التعايش والامن، ان يتحول الى منصة لمنح غطاء ديني لآلة عسكرية تقتل يوميا ابرياء في فلسطين؟ وكيف يسمح بان يتسلل خطاب منحاز للحرب في قلب بلد يرفع شعار الحوار والعيش المشترك؟ وكيف لرئيس المجلس العلمي للصويرة ان يشاهد هذا دون كلمة

اليهود المغاربة ظلوا جزءا من النسيج الوطني، لهم كامل الحقوق ويستفيدون من الرعاية الملكية في اطار المواطنة الكاملة، لكن استدعاء الصراع الدموي في غزة الى طقس روحي داخل المغرب يسيء لهذه المكانة. المغرب رسميا وشعبيا يساند حق الفلسطينيين في الحرية وبناء دولتهم المستقلة، وهو موقف ثابت لا يزايد عليه احد.

المشكل لا يكمن في الاحتفال الديني ذاته، بل في محاولة تسييسه وتحويله الى منبر لدعم جيش يرتكب مجازر موثقة. هنا يصبح الدعاء غطاء ايديولوجيا، لا تقوى على ستر دماء الابرياء ولا على اخفاء جرائم الاحتلال.

من واجب المشرفين على مثل هذه المناسبات ان يفصلوا بين البعد الروحي وبين اي اصطفاف سياسي خارجي، لان المغرب ليس منصة دعاء للقتل بل ارض سلام وتسامح. واذا كان هناك من يريد تبرير الحرب فليبحث عن مكان اخر، اما المغرب فسيظل اكبر من ان يتحول الى ساحة تطبيع روحي مع الدم المسفوك.

Exit mobile version