Site icon جريدة صفرو بريس

جون أفريك: المغرب يعزز مكانته الجيوسياسية بقيادة أمنية استثنائية تحت إشراف الملك محمد السادس

في تحليل موسع، سلطت مجلة “جون أفريك” الفرنسية الضوء على المنظومة الأمنية المغربية التي تعمل بكفاءة عالية استعدادا لاستضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، إلى جانب تعزيز موقعها الجيوسياسي على الساحة الدولية. وأبرزت المجلة أن هذه المنظومة تدار برؤية استراتيجية من قبل الملك محمد السادس، مدعومة بفريق نخبوي يجمع بين الكفاءة التقنية والولاء المطلق.وأوضحت المجلة أن هذه الدينامية يقودها الملك محمد السادس بسلطة مطلقة في المجال الأمني، إلى جانب فريق مقرب يضم جنرالات ومديرين ووزراء يشكلون ما وصفته بـ”فريق الأحلام الأمني”، يجمع بين الولاء والكفاءة والفعالية. ولفتت إلى أن هذا الفريق لعب دورا محوريا خلال جائحة كوفيد-19، كما نسق تدخل الدولة بعد زلزال الحوز في شتنبر 2023، ويستعد لتأمين التظاهرات الدولية الكبرى المرتقبة.وشددت المجلة على أن الخبرة الأمنية المغربية تتجاوز حدود المملكة، حيث يتم الاستعانة بها دوليا، سواء في تأمين كأس العالم بقطر، أو الألعاب الأولمبية بباريس، أو في عمليات استخباراتية حاسمة مثل تعقب العقل المدبر لهجمات 13 نونبر 2015 بباريس. كما أشارت إلى أن المغرب جعل من الأمن ركنا أساسيا لسياسته الداخلية وأداة دبلوماسية خارجية في محيط إقليمي غير مستقر.بريظ.. رجل الملك العسكري في الصحراءأوضحت “جون أفريك” أن الجنرال محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، يعد الضامن لجهوزية المؤسسة العسكرية في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، وتوغلات البوليساريو، والتوترات المستمرة مع الجزائر.ذكرت المجلة أن بريظ، البالغ من العمر 70 سنة، ينحدر من قرية القباب بالأطلس المتوسط، وتخرج من الأكاديمية الملكية بمكناس ومن الكلية المشتركة للدفاع بباريس، وأنه خاض تجاربه في مناطق حساسة كالمحبس، حيث قاد وحدات دبابات فرنسية وأمريكية خلال مراحل التوتر الكبرى في الصحراء.وأشارت إلى أن الملك محمد السادس عينه في أبريل 2023 خلفا لبلخير الفاروق، ليصبح الرجل الثاني في الجيش، مكلفا بمهمة استراتيجية تتمثل في تثبيت الاستقرار بالصحراء، خاصة مع انخراط شركاء جدد مثل إسرائيل في مناورات الأسد الإفريقي، والحضور الأمريكي المتنامي بالمنطقة.لفتيت.. مهندس التوازن الداخليأفادت جون أفريك أن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية منذ 2017، يتولى موقعا محوريا في المنظومة الأمنية المغربية، باعتباره المسؤول عن شبكة التراب الوطني وضامن التنسيق الأمني بين مؤسسات الدولة.وذكرت أن لفتيت، المنحدر من تفرست قرب الناظور، تخرج من أعرق المدارس الفرنسية في الهندسة، وأنه اكتسب شهرة في تسيير الموانئ المغربية قبل أن يتدرج في مناصب السلطة الترابية وصولا إلى منصب والي الرباط ثم وزير الداخلية.ولفتت إلى أن الوزير يشرف على ملفات استراتيجية منها إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، وتدبير ملف الهجرة، ومتابعة ورش الجهوية المتقدمة، إضافة إلى أدواره خلال أحداث حراك الريف وزلزال الحوز، حيث عرف بأسلوبه المرتكز على الصرامة المؤسساتية والاستمرارية.الحموشي.. العقل الأمني المغربيشددت “جون أفريك” على أن عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، يعد شخصية مركزية في النظام الأمني المغربي، ورمزا لما وصفته بـ”الأمن الفعال والمتكتم”، يحظى بثقة الملك ويحظى باحترام شركائه الدوليين.أشارت المجلة إلى أن الحموشي، المنحدر من تازة والحاصل على شهادة في القانون، أحدث ثورة هادئة داخل المؤسسة الأمنية، من خلال تحديث البنية، واعتماد التكنولوجيا، ورفع التكوين، مما ساهم في تعزيز قدرات المملكة على تفكيك الخلايا الجهادية ومحاربة الجريمة المنظمة.وأوضحت أن خبرة الحموشي تستثمر خارجيا أيضا، خاصة في مكافحة الإرهاب، حيث يعتبر شريكا أساسيا للعديد من الدول الأوروبية والعربية. كما أنه يشرف على التحضيرات الأمنية لاستضافة الجمعية العامة للإنتربول بمراكش في نونبر المقبل، وكأس العالم سنة 2030.وخلصت المجلة إلى أن الحموشي، الذي لم يسبق له إجراء أي مقابلة صحفية، يستعد لما سيكون أكبر اختبار أمني في تاريخ المملكة، في ظل تزايد الرهانات الإقليمية والدولية.محمد ياسين المنصوري: “الرجل الخفي” وراء السياسة الأمنية والدبلوماسية للمملكةأكدت جون أفريك أن محمد ياسين المنصوري، المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) منذ عام 2005، يعد أحد أبرز الشخصيات الأمنية والدبلوماسية في المغرب. ورغم بقائه في الظل بعيدا عن الأضواء الإعلامية، فإن دوره الكبير في توجيه السياسات الأمنية والدبلوماسية للمملكة يظل حاسما.ويعتبر المنصوري المسؤول عن الملفات الأكثر حساسية في المملكة، بما في ذلك المفاوضات السرية والتحالفات الجيوسياسية مع دول كبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل.أورد نفس المصدر أن المنصوري، الذي يثق فيه الملك محمد السادس بشكل كبير، كان زميلا له في الدراسة بالمدرسة المولوية. ورغم ابتعاده عن الأضواء، فإن المنصوري يحظى بثقة الملك، ويشرف على العديد من الملفات الحساسة، مثل قضية الصحراء المغربية والعلاقات الأمنية مع دول أخرى.الجنرال محمد حرمو: تحديث صامت لجهاز الدرك الملكيأفادت “جون أفريك” أن الجنرال محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، يتولى مسؤولية مراقبة “المناطق الرمادية” في المملكة، مثل الطرق الوطنية، المناطق الريفية، والحدود غير الظاهرة بين المدينة والريف. وتظل هذه المناطق غالبا خارج دائرة اهتمام السياسة والصحافة، لكنها تلعب دورا حاسما في الحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي.تولى الجنرال حرمو قيادة الدرك الملكي في عام 2017، ليواجه جهازا يبحث عن تجديد في ظل تحديات أمنية متسارعة، تشمل الهجرة غير الشرعية، الجريمة المنظمة، والإرهاب المحلي، والعنف الأسري.ورغم الدور الحيوي للدرك في الحياة اليومية للمغاربة، إلا أن الجهاز كان يعاني من صعوبة في التكيف مع هذه التحديات. وبأسلوبه الهادئ والمحدد، بدأ حرمو في تنفيذ تحديثات غير صاخبة داخل الجهاز، معتمدا على الكفاءة بدلا من الإعلام والتسويق.حرمو، الذي تلقى تدريبه في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، لا يعد من العسكريين الذين يفضلون الأضواء الإعلامية. وقبل توليه قيادة الدرك، قاد وحدة الفرق الشرفية المخصصة لمرافقة الملك وتنظيم الاحتفالات الرسمية. ومن خلال تجربته الواسعة، استطاع بناء علاقات قوية مع القادة المحليين، حيث عرف جيدا الديناميكيات الإنسانية للسلطة، سواء في القبائل أو على مستوى السلطات المحلية.منذ توليه منصبه، قام الجنرال حرمو بإعادة تحديد أولويات الدرك الملكي، حيث ركز على تحسين التدريب، التنقل، والتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني وBCIJ، بالإضافة إلى تعزيز المراقبة على المحاور الاستراتيجية ومكافحة التهريب. كما قام بإعادة تموضع الجهاز في المناورات الدولية الكبرى مثل “الأسد الأفريقي”، حيث شارك إلى جانب القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية.وتحت قيادته، عاد الجهاز إلى دوره الفاعل في التصدي للتهديدات الهجينة التي تجمع بين المهام القضائية والعسكرية.الجنرال عبد العزيز الشطار: الحارس الأمين للمؤسسة الملكيةأكدت “جون أفريك” أن الجنرال عبد العزيز الشطار، قائد الحرس الملكي، يتولى مسؤولية ضمان الأمن الشخصي للملك وحماية مقراته، بالإضافة إلى إشرافه على تنظيم الطقوس الرسمية للدولة بدقة وحرفية عسكرية، وفي سرية تامة. ورغم أن دور الحرس الملكي يعتبر رمزيا بشكل رئيسي، إلا أنه ذو حساسية بالغة، حيث لا مجال للخطأ أو التأخير في تنفيذ المهام.تم تعيين الشطار في ماي 2020 خلفا للجنرال ميمون منصوري الذي شغل هذا المنصب لأكثر من 40 عاما. وجاء هذا التغيير في إطار التجديد في القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 التي أثرت على العديد من أفراد الحرس الملكي.وتمت عملية التعيين في سرية تامة، إلا أنها تمثل نقطة تحول مهمة، حيث أن الجنرال الشطار كان مكلفا بتحديث مؤسسة الحرس الملكي التي ترتبط بشكل وثيق بالعرش العلوي.يعد الحرس الملكي من الوحدات العسكرية الفريدة في المغرب، وهو وريث لحرس السلاطين العلويين في القرن الثامن عشر. يتكون من أكثر من 6,000 جندي موزعين بين وحدات مشاة وفرسان وألوية المدفعية.ويتمركز الحرس في الرباط، ويشارك في المناسبات الرسمية، ويؤدي دور الحماية للملك، بالإضافة إلى استقبال رؤساء الدول الأجانب. كما يظل في مراقبة مستمرة للإقامات الملكية في جميع أنحاء المملكة.وتواصل هذه المؤسسة، تحت قيادة الجنرال الشطار تحقيق هدفين رئيسيين: الحفاظ على حضور عسكري مثالي في المراسم الملكية والتكيف مع التهديدات الأمنية الحديثة مثل الطائرات المسيرة والهجمات الإلكترونية.الجنرال الشطار، الذي ينحدر من خلفية عسكرية قوية في مشاة الجيش، يعد من الضباط الذين تم تكوينهم بعيدا عن الأضواء، حيث يعرف جميع تفاصيل البروتوكولات الملكية ومتطلبات الخدمة. ومنذ تعيينه، يحرص الجنرال شاطر على تعزيز صورة الحرس الملكي، ويشغل أيضا منصب رئيس الاتحاد الملكي المغربي للبولو، مما يعزز الرابط بين التقاليد الفروسية والنخبة العسكرية، وفقا للتقاليد الملكية.الشرقاوي حبوب: القيادة الإعلامية في مكافحة الإرهاب بالمغربأوضحت “جون أفريك” أن الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ)، هو الواجهة الإعلامية الأكثر ظهورا في مجال مكافحة الإرهاب بالمغرب.وتحت إشراف عبد اللطيف الحموشي، يعد حبوب، المعروف بـ”إف بي آي المغرب”، الشخص الذي يظهر أمام الكاميرات في كل عملية تفكيك لخلايا إرهابية أو مصادرة أسلحة، حيث يشرح ويطمئن الرأي العام.يشغل الشرقاوي حبوب دورا مهما في فريق الأمن الملكي، فهو يشكل الرابط بين السلطات القضائية والجمهور. وتتنوع مهمته بين تنفيذ العمليات الأمنية الحساسة وشرح تفاصيلها للجمهور والشركاء الدوليين مع الحفاظ على السرية التامة في الأمور الحساسة.ينحدر الشرقاوي حبوب من منطقة بن أحمد في المغرب العميق، وهو مثال للميريتوقراطية الأمنية. وبعد تدريبه في أكاديمية الشرطة بالقنيطرة، بدأ عمله في الدار البيضاء قبل أن يتم تمييزه بفضل مهاراته في التحقيقات الدقيقة والتخطيط الاستراتيجي.انتقل بعدها إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية (BNPJ)، حيث أثبت نفسه كـ”رجل الملفات”، معترفا بدقته في الإجراءات وتفاصيل التحقيق.قبل تفجيرات الدار البيضاء في 2003، كان الشرقاوي حبوب جزءا أساسيا في القضايا الأمنية الكبرى، حيث أشرف على التحقيقات المتعلقة بالتطرف ونسق مع الأجهزة الأوروبية لمكافحة الإرهاب، كما كان له دور بارز في ملاحقة الشبكات الإرهابية الدولية.بعد تأسيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية في 2015، تولى حبوب منصب نائب المدير قبل أن يصبح مديراً في 2020، بتوجيه من عبد اللطيف الحموشي. ومنذ توليه القيادة، أصبح حبوب الوجه الإعلامي الرسمي للعمليات الأمنية، حيث يشرح لكل عملية توقيف أو تحقيق، وهو ما يعد خطوة نادرة في المغرب حيث تظل المعلومات الأمنية محكومة بسرية شديدة.وخلصت “جون أفريك” إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس تلعب دورا محوريا في تعزيز الاستقرار الداخلي وتعميق مكانة المملكة على الساحة الدولية، مشيرة إلى أن التنسيق الأمني الفعال والقيادة الاستراتيجية تساهم في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، مما يعزز قدرة المملكة على حماية مصالحها وتأمين تظاهراتها الكبرى في المستقبل.

Exit mobile version