دخل العشرات من حراس الأمن الخاص بمدينة جرادة، في اعتصام مفتوح أمام مقر إحدى المؤسسات الصناعية الكبرى، احتجاجًا على ظروف العمل الصعبة، واستمرار ما وصفوه بـ”الاستغلال المهني والإجحاف الاجتماعي”، في ظل صمت الجهات المعنية وتملص الشركة المشغلة من التزاماتها الاجتماعية
ورفع المعتصمون، المنضوون تحت لواء الجمعية الوطنية لحراس الأمن الخاص، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، شعارات تطالب بتحسين الأجور، والحق في التغطية الصحية، وضمان الاستقرار المهني، رافضين ما وصفوه بـ”سياسة الطرد التعسفي والتنقيلات العشوائية التي تطال العديد من العاملين في القطاع”.
ويأتي هذا الاعتصام الذي أُطلق عليه اسم “معتصم الكرامة”، في سياق وطني يشهد ارتفاعًا في منسوب الاحتقان داخل قطاعات الشغل الهشة، خاصة الحراسة والنظافة، التي تعاني من ضعف التأطير القانوني، وتفشي ظاهرة الوساطة والاستغلال.
وقد اختار حراس الأمن الاحتجاج بشكل سلمي وحضاري، حاملين الأعلام الوطنية، ومتخذين من محيط المصنع ساحة للمبيت الليلي، تعبيرًا عن تشبثهم بمطالبهم الاجتماعية، في وقت أكد فيه عدد منهم أنهم مستعدون للاستمرار في الاعتصام إلى حين تحقيق الكرامة المهنية، والاعتراف بمهنتهم كرافعة حقيقية للاستقرار داخل المؤسسات الحيوية.
ويطالب المعتصمون بفتح حوار عاجل مع الجهات المشغلة والمسؤولة إقليميًا، من أجل إيجاد حلول واقعية ومستدامة، تضمن الحقوق الأساسية لهذه الفئة التي تؤدي مهامًا أمنية دقيقة، في ظروف توصف غالبًا بأنها قاسية، وبدون الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية.