Site icon جريدة صفرو بريس

جبروت يبيع الوهم ويروج لقصص أفلام هزلية

تحرير: يوسف المسكين

أولا وقبل كل شيء لابد أن نعرج على القصة التي نشرها جبروت حول الوزير عبد اللطيف وهبي مع الإشارة إلى أنني لا أدافع عن وهبي لأن سياسته فاشلة في وزارة العدل لكن الهدف هو توضيح زيف ادعاءات منصة جبروت. فقد حاولت المنصة في البداية أن تكسب تعاطف المواطنين وتجعل خطابها أكثر مصداقية بالبدء بقصة عن وهبي مستغلة حالة السخط الشعبي على الفساد. فكانت هذه خطتها للضغط على مشاعر المغاربة، وهو ما خلف جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والاجتماعية. إلى هنا لا بأس لأن فضح الفساد أمر محمود، وقد دفع ذلك وهبي نفسه إلى الخروج بمجموعة من التصريحات التوضيحية. لكن هذه الواقعة في جوهرها كانت بمثابة دس السم في العسل، وهي خطة شبيهة بما اعتمد عليه جيراندو إن لم نقل متطابقة وأعدت في نفس الغرفة

بعد مرور أيام على هذا الحادث عاد جبروت مرة أخرى بقصة جديدة وادعاءات تخص ولي العهد. وهنا يلزم تحليل هذه القصة بشكل منطقي حتى يتضح الخيط الأبيض من الأسود

من هو جبروت هذا سؤال يبدو بليدا لكنه في العمق مربط الفرس لأن الجلوس وراء شاشة وكتابة قصص ونشرها أمر يستطيع أي شخص القيام به. فما علاقة هذه القصة بالمغاربة إن كان فعلا لدى جبروت غيرة على الوطن والمواطنين كان الأجدر أن يعانق قضايا الصحة أو البطالة أو التعليم لأنها هي التحديات الحقيقية التي تواجه المجتمع المغربي وليس قصص أفلام هزلية

وإذا افترضنا جدلا أن معلوماته صحيحة رغم بعدها عن الصواب وافتراض خاطئ يبقى السؤال من أين حصل عليها. هناك احتمالان لا ثالث لهما إما أنه حصل عليها من جهات تعادي المغرب والملك وبهذا يكون جزءا منها وهذا يناقض زعمه بالغيرة على الوطن. أو أنه اختار تضليل الرأي العام بنشرها دون أي دليل أو حجة. وفي كلتا الحالتين لو كان صادقا لكان توجه إلى المؤسسة المناسبة ووضع الأدلة أمامها بدل إشاعة الخبر. لكن الهدف كان واضحا زرع البلبلة والجدل عبر معطيات بلا سند. فلو كانت الأمور بهذه السهولة لأصبح كل صباح مليئا بقصص ملفقة عن أي مسؤول أو ملك أو وزير يكتبها أي شخص حسب مزاجه، وهذا عبث لا يستقيم حتى عند الخصوم لأن حتى الأعداء لهم قوانين في الصراع

هذه القصة ليست سوى تتمة لمحاولات فرض أطماع سياسية على المغرب. فالمتابع لهذه المسرحية يدرك أن جيراندو سبق أن حاول بكل الطرق جر النقاش إلى هذه المنطقة وهو مدعوم من جهات خارجية لكن كل محاولاته باءت بالفشل. وعندما تأكدت هذه الجهات أنه أصبح ورقة محروقة دفعت بيدق جديد للواجهة باسم مستعار معتقدة أنها تنهج أسلوبا آخر عنوانه التخفي وراء الستار

ولا يمكن فصل هذا السيناريو عن جملة من الأحداث المفصلية التي قلبت موازين خصوم المغرب. فاعتقال ابتسام لشكر كان ضربة قاصمة لمخططات أعداء الوطن الذين حاولوا استغلال شعارات وهمية لضرب ثوابت المملكة. وإعلان الملك محمد السادس أمام المنتظم الدولي أن القانون الدولي يتعرض لانتهاكات جسيمة ورفضه للظلم الذي يطال الشعوب، شكل موقفا جريئا أربك حسابات قوى عديدة. كما أن قرار المحكمة الدستورية ببطلان التعديلات في السياسة الجنائية كان صفعة قوية لمحاولات الالتفاف على المسار الديمقراطي. يضاف إلى ذلك العلاقات الوثيقة التي أصبح المغرب يحظى بها مع أغلبية دول العالم، وهو ما يعزز مكانته الدولية ويجعل استهدافه أكثر حدة من طرف خصومه

وفي الأخير نحيي ولي العهد على استقباله لأطفال القدس وهي مبادرة لن تروق لكثيرين من أمثال جبروت ومن يقف وراءه. ومن الطبيعي أن يتعرض لمثل هذه الهجمات المغرضة مادام أبناء القدس يستقبلون في الرباط

Exit mobile version