Site icon جريدة صفروبريس

ثانوية دمنات التأهيلية … نحو مؤسسة مواطنة

تحت شعار: “لا تربية بدون قيم ولا قيم بدون تربية”، نظم نادي المواطنة وحقوق الإنسان بثانوية دمنات التأهيلية – مدينة دمنات يوم أمس أمسية ثقافية – فنية في إطار أنشطته المبرمجة للموسم الدراسي الجاري، وهي أنشطة تندرج ضمن أنشطة الحياة المدرسية باعتبارها مجالا للتربية على القيم في بعديها المحلي والكوني. وقد شهد هذا النشاط سلسلة مسرحيات وسكيتشات من سيناريو وإخراج وتشخيص تلاميذ المؤسسة، حيث جسدت بعض من هذه العروض المسرحية والفكاهية الواقع الذي يعيشه المواطن المغربي عموما والأمازيغي خصوصا والدمناتي على وجه التحديد، وهو واقع يتأرجح بين طرفي ثنائية الأمل والألم، الفرح والمعاناة … إنها تراجيديا الوجود كما صورتها إحدى المسرحيات، حيث الشخوص تتقمص الجانب المرعب من الحياة، وتكفر لا عن خطيئتها الأصلية، وإنما على خطيئة الوجود الفردي على الإطلاق. أما الجانب الفكاهي من العرض، فكان يعكس الروح المرحة لتلاميذ المنطقة، وقدرتهم على تمثل الواقع في صورة هزلية، تخاطب اللاشعور وتتغلغل في قلاع الأنا، لتنقلها إلى المشاركة الوجدانية في هذا الواقع … كما شهدت الأمسية عرضا موجزا حول حقوق الإنسان بمناسبة الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، من إنجاز وتقديم إحدى التلميذات المنخرطات في النادي، إلى جانب إلقاء بعض التلاميذ مجموعة من الأناشيد والأشعار، شكلت موضوعا للتغني بالوطن وبقضايا الأمة العربية – الأمازيغية. وقد كانت هذه الأمسية الثقافية مناسبة للتلاميذ للتعبير والإبداع والإنتاج، وكذا فرصة للاستمتاع والتذوق الجمالي، حيث امتلأت قاعة العرض عن آخرها بحضور عدد كبير من التلاميذ، الأمر الذي يعكس تعطش تلاميذ المنطقة لمثل هذه الأنشطة وحبهم للثقافة والفن عموما. هذا وشهد العرض حضور مجموعة من الأطر الإدارية والتربوية والعاملين بالمؤسسة، ما أضفى على النشاط طابعا خاصا كان بمثابة دعامة لنجاحه بالشاكلة التي كان عليها.

وإذ يلتزم نادي المواطنة وحقوق الإنسان بمواصلة العمل مع تلاميذ المؤسسة في إطار أنشطة الحياة المدرسية لصقل فكرهم ووجدانهم، فإنه يثمن الدور الذي تقوم به الإدارة التربوية للنهوض بالحياة المدرسية، وعيا منها بدور التربية على القيم في الارتقاء بسلوك المتعلم وتهذيب وجدانه، وجعله متشبعا وجدانيا واجتماعيا على مستوى مواقفه واتجاهاته، حيث يظهر هذا البعد كقيمة أخلاقية عليا تسمو بذات المتعلم إلى الانفتاح على الغير بقبول التعايش معه. والارتقاء بالذات من مستوى الانغلاق ( التعصب، العنف..)، إلى مستوى التشارك والتعايش والانفتاح القائم على الحوار والاعتراف بالتنوع والتعدد الثقافي، بما يمكنه من الاندماج في المجتمع والانفتاح على الثقافة الإنسانية في بعدها الكوني.

Exit mobile version