شهدت رحاب قاعة الندوات بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، عصر يوم الخميس 25 أبريل الجاري، حفل تكريم الدكتور الأستاذ إدريس شنوني، مدير المؤسسة منذ 25 مارس 2013 إلى يوم 18 أبريل الحالي.
ويأتي تنظيم هذا الحفل من قبل أساتذة وموظفي المدرسة العليا للأساتذة بفاس، تقديراً وعرفاناً منهم بما أسداه المحتفى به من خدمات جليلة وإنجازات مهمة للمؤسسة خاصة، ولجامعة سيدي محمد بن عبد الله عامة، طيلة 11 سنة المنصرمة.
وقد تشرف هذا الحفل التكريمي بحضور السيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الدكتور الأستاذ مصطفى اجاعلي، والسيد المدير الجديد للمدرسة الدكتور علي أحيتوف، والسادة عمداء كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وكلية الشريعة، وكلية العلوم والتقنيات، والسيدين نائبي رئيس الجامعة، والسيد الكاتب العام بها، وأعضاء مجلس تدبير الجامعة، وأطر هيئة التدريس والإدارة العاملين بالمدرسة، وضيوف أخرين من مراتب ومؤسسات جامعية مختلفة، وأفراد من عائلة السيد المدير المنتهية ولايته الثانية.
في كلمته الافتتاحية، أثنى السيد رئيس الجامعة على مجهودات المكرم في سبيل الارتقاء بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس طيلة سنوات إدارته لها، والانخراط الجاد في المشاريع التربوية الإصلاحية. كما نوه بخصال الأستاذ إدريس شنوني الشخصية والتواصلية وعمق وقدم علاقتهما، متمنياً له دوام الصحة والعافية، ومزيداً من العطاء والبذل والتألق.
من جهته، عبر الدكتور الأستاذ علي أحيتوف، الذي حظي بثقة المجلس الحكومي المنعقد الأسبوع الماضي، بتعيينه مديراً جديداً للمدرسة العليا للأساتذة بفاس، ضمن مقتضيات الفصل 92 من الدستور المتعلقة بالمناصب العليا، عن ارتياحه عند زيارته لمرافق المؤسسة صباح يوم التكريم، لما لاحظه من تحولات إيجابية للبنية التربوية وما سجله من تنوع العرض البيداغوجي والتربوي، مقارنة مع زيارات سابقة. وأثنى على مبادرة الاحتفاء وثقافة الاعتراف بالفضل والجهد.
وقدم الدكتور الأستاذ حميدة الشيخاوي، المدير المساعد، بإسم الطاقم الإداري والبيداغوجي تقديره للأداء المهني والفعالية الإدارية للمحتفى به، وتفانيه في منح مساحات واسعة من العطاء والبذل والتألق والتضحية للمؤسسة، وللروح العائلية التي نسجت داخل الطاقم الإداري. كما قدم لمحة دقيقة عن المهام التي أدتها المدرسة العليا والعروض التكوينية التي اختصت بها، وتنامي أعداد الطلبة وبنيات البحث العلمي، والالتحاقات الجديدة لهيئة التدريس والطاقات الشابة والحيوية التي انتمت إلى المؤسسة خلال العشرية الأخيرة.
ونيابة عن هيئة التدريس، ألقى الأستاذ النقيب أحمد الطاهري، شهادة عن إخلاص وتفاني الأستاذ المدير شنوني في أداء مهامه، سواء داخل المؤسسة أو الرئاسة أو شبكة مدراء المدارس العليا للأساتذة بالمغرب، في فترة بالغة الأهمية، تميزت بانتقال هذه المؤسسات من وزارة التربية الوطنية إلى التعليم العالي، والشروع في تنزيل مقتضيات الظهير الشريف الذي خص المدارس العليا للأساتذة بمهام حصرية في علوم التربية وديداكتيك المواد وتكوين طلبة الإجازة في التربية، مع ما تطلبه ذلك التنزيل من مجهودات مضنية. كما أثنى المتدخل على حكامة وحكمة التدبير الإداري والتسيير التربوي داخل المدرسة العليا للأساتذة بفاس على امتداد ولايتي الأستاذ شنوني. كما رحب كذلك بالأستاذ المدير الجديد في سياق من إرادتي التغيير والاستمرارية، متمنياً له كامل التوفيق والتألق.
ونيابة عن الأطر الإدارية والتقنية العاملة بالمؤسسة، أشاد السيد يونس نخيلة، رئيس مصلحة الموارد البشرية، بأجواء الانسجام والتناغم والتنسيق التي أطرت العلاقات التواصلية بين مختلف المتدخلين في الإدارة التربوية، وروح الفريق المتكامل والجاد التي سادت داخل المرافق الإدارية.
وفي كلمة أخيرة، عبر الأستاذ إدريس شنوني عن شكره وامتنانه واعتزازه وافتخاره بكل الكلمات والشهادات التي قيلت في حقه، والتي ستظل منارات في ذاكرته ووجدانه. كما شكر هياكل المدرسة والفريق البيداغوجي والإداري الذي اشتغل إلى جانبه. وأثنى على الكفاءة العلمية والأخلاقية للسيد المدير الجديد الأستاذ علي احيتوف الذي تجمعه به علاقات علمية وشخصية قديمة.
وقد خيم على أجواء هذا الحفل التكريمي طيف وروح الأستاذة الزميلة الجليلة، الدكتورة زكية الخليعي، حرم الدكتور إدريس شنوني، التي وافتها المنية المحتومة منذ بضعة شهور، والتي رافقت المحتفى به في أسرته الصغيرة ومساره العلمي والمهني والإداري لمدة تزيد عن ثلاثة عقود ونيف. وقد شاءت العناية الملكية السامية أن تتوج في نفس اليوم الأستاذ المدير ورفيقة دربه منذ أزيد من سنة بقليل بوسامين ملكيين من الدرجة الممتازة.
وفي ختام هذا الكلمات التكريمية، قدمت هدايا رمزية معبرة للأستاذ إدريس شنوني، ونظم حفل شاي، وأخذت صور تذكارية للمناسبة.
وتجدر الإشارة إلى أن رئاسة الجامعة ستنظم لقاء تنصيب رسمي للسيد المدير الجديد الدكتور الأستاذ علي أحيتوف، وستكون مناسبة لنا لتقديم سيرته الدراسية والعلمية والأكاديمية، ومنشوراته التخصصية الدقيقة، ومشروع برنامج عمله على مستوى المدرسة العليا للأساتذة بفاس، كما زكاه المجلس الحكومي المنعقد يوم 18 أبريل 2024.