في خطوة تحمل أبعاداً مالية وهيكلية عميقة، أعلنت مجموعة “سهام” عن الإطلاق الرسمي لهوية مصرفية جديدة تحت اسم “سهام بنك”، وذلك عقب إتمام صفقة الاستحواذ الكامل على فرع “الشركة العامة للأبناك بالمغرب” (Société Générale Maroc) بقيمة مالية تجاوزت 8 مليارات درهم.
هذه العملية، التي تعد من أكبر الصفقات البنكية التي شهدها السوق المغربي في العقد الأخير، تندرج ضمن خطة توسع استراتيجية لمجموعة “سهام” بقيادة رجل الأعمال المغربي مولاي حفيظ العلمي، والتي تهدف إلى إعادة رسم خريطة التمويل والاستثمار في المملكة برؤية مغربية خالصة.
الإعلان الرسمي جرى مساء الأربعاء 18 يونيو 2025 خلال ندوة صحفية بالدار البيضاء، عُرضت خلالها الهوية الجديدة للبنك وخطة العمل المرتقبة، وسط حضور شخصيات وازنة من القطاع المالي والمصرفي.
وتعهد مسؤولو “سهام بنك” بأن لا تقتصر هذه العملية على تغيير الاسم فقط، بل ستمثل بداية تحوّل عميق يشمل:
توسيع شبكة الفروع والخدمات الرقمية
تعزيز التمويل المقاولاتي والمشاريع الصغرى
ضخ استثمارات كبرى في الابتكار المالي والبنكي
وتعكس هذه الخطوة، في نظر المراقبين، تحولا نوعياً في المشهد البنكي المغربي، من خلال إرساء فاعل وطني قوي قادر على منافسة البنوك الفرنسية التقليدية التي هيمنت لعقود على جزء كبير من السوق.
ويرى خبراء أن هذا الاستحواذ يُعيد جزءاً من السيادة المالية إلى أيادٍ مغربية، ويمنح دفعة جديدة لرؤية تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية البنكية الأجنبية، كما يفتح الباب أمام موجة جديدة من المبادرات المالية الموجهة للفئات غير المهيكلة والمقاولين الشباب.
وتجدر الإشارة إلى أن “سهام بنك” سيحافظ مبدئياً على شبكة زبناء “الشركة العامة” وفروعها، مع البدء الفوري في إعادة هيكلة الخدمات لتواكب الرؤية الجديدة القائمة على الابتكار والتجذر المحلي.