Site icon جريدة صفرو بريس

تبون يبيع كل شيء من أجل وهم لن يتحقق

في الوقت الذي يعيش فيه الشعب الجزائري أزمات خانقة على مستوى المعيشة اليومية، يصر النظام العسكري بقيادة عبد المجيد تبون على المضي في رهانات سياسية واقتصادية خاسرة، محورها الأساسي “الحلم المستحيل” بفرض كيان وهمي في الصحراء المغربية.

فبعد أن بدد النظام ثروات النفط والغاز في صفقات مشبوهة وصفقات تسليح لا طائل منها، ها هو اليوم يفتح باب بيع الغاز الصخري بشكل رسمي لإسرائيل، في خطوة تكشف عن استعداد تبون للتفريط في ثروات الأجيال القادمة مقابل ورقة ضغط واهية في مجلس الأمن.

المفارقة أن النظام يقدم نفسه كـ”مدافع عن فلسطين” بينما يمد أنابيب الغاز باتجاه إسرائيل، متجاهلا أن الحلم الذي يسعى خلفه – وهو انتزاع اعتراف بكيان البوليساريو – لم يتحقق منذ نصف قرن ولن يتحقق في المستقبل. فالمجتمع الدولي حسم أمره: الصحراء مغربية ولا مجال لتزييف التاريخ والجغرافيا.

رهان تبون على صفقات الطاقة مع القوى الكبرى لا يعدو أن يكون محاولة لشراء مواقف سياسية وقتية، بينما الداخل الجزائري يغلي بانتفاضات اجتماعية صامتة، وشباب يهاجر سرا عبر قوارب الموت، واقتصاد مرهون بتقلبات أسعار النفط والغاز.

إنها سياسة بيع كل شيء، حتى الثروات الباطنية غير التقليدية، في سبيل وهم لن يجلب للجزائر سوى عزلة أكبر وخسائر أفدح. وفي النهاية سيبقى الشعب هو الضحية، يدفع ثمن نزوات نظام جعل من معاداة المغرب عقيدة دولة.

Exit mobile version