Site icon جريدة صفرو بريس

بين لشكر وبن كيران… أردوغان يشعل معركة جديدة في السياسة المغربية

في مشهد جديد من العبث السياسي الذي بات مألوفاً في المغرب، خرج إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ليهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر حزبه، معتبراً أن سياساته “تخدم أجندات توسعية تحت غطاء الدين”.
ولم تمر ساعات حتى خرج عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مدافعاً عن أردوغان، ومهاجماً لشكر بلغة مشحونة بالعاطفة، وكأن المعركة حول زعامة الشرق الأوسط وليست حول أوضاع المغرب السياسية والاجتماعية.

المفارقة أن أردوغان، المعني بكل هذه الضجة، منشغل في بلاده بين تحديات اقتصادية وأزمات إقليمية، بينما هنا في المغرب تحولت شخصيته إلى مادة لتبادل السباب والمزايدات السياسية. كل طرف يحاول استغلال اسم أردوغان ليُظهر للجمهور أنه أكثر “إسلامية” أو أكثر “تقدماً”، وكأن تقييم أداء السياسيين المغاربة بات يقاس بمدى قربهم أو بعدهم عن الزعيم التركي.

هذه المشاهد تكشف إلى أي حد فقد النقاش السياسي المغربي توازنه، وصار جزءاً من صراعات رمزية لا علاقة لها بالواقع المحلي. بدل أن يتنافس السياسيون على حلول لأزمة البطالة أو التعليم أو الأسعار، يتبارون في إطلاق التصريحات حول زعماء أجانب.
إنها سياسة بلا بوصلة، يغيب فيها العمق والتحليل، ويحل مكانهما التهريج والتطبيل.
أردوغان في أنقرة يخطط لمستقبل بلاده، أما في الرباط، فاسمه أصبح ذريعة جديدة لتصفية الحسابات القديمة بين لشكر وبن كيران، وكأن السياسة المغربية اختُزلت في “من يحب أو يكره أردوغان أكثر”.

Exit mobile version