Site icon جريدة صفرو بريس

بين حكومة الصمت ومعارضة الفرجة صراع الخطابات في زمن المزايدات السياسية

في مشهد سياسي متوتر ومواطن ينتظر الفرج خرج محمد نبيل بنعبد الله الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية ليهاجم بشدة حكومة عزيز اخنوش واصفا اياها ب”الحكومة المشؤومة” التي “صمتت اربع سنوات متواصلة” ولم تظهر حسب قوله اي ملامح لمشروع مجتمعي حقيقي سوى خدمة مصالح فئوية ضيقة تغذيها ممارسات الفساد وسوء الحكامة

بنعبد الله الذي تحدث خلال اشغال الجامعة الخريفية لمنظمة الشبيبة الاشتراكية شن هجوما عنيفا على اداء الحكومة قائلا انها كانت “ضاربة الطم” الى ان اجبرتها الاحتجاجات الشبابية الاخيرة على الكلام كما انتقد بشدة غياب رئيس الحكومة عن 47 دورة من مجلس جماعة اكادير التي يترأسها واعتبر الجمع بين المسؤوليات الحكومية والجماعية “اختلالا لا يستقيم منطقيا ولا سياسيا”

وفي حديثه عن القطاعات الاجتماعية اشار بنعبد الله الى ان التعليم والصحة يبتلعان ارقاما ضخمة دون نتائج ملموسة مؤكدا ان “الاشكال ليس في حجم الميزانية بل في سوء تدبيرها” مضيفا ان المصحات الخاصة تسيطر على 80 في المئة من ميزانية التغطية الاجتماعية وهو ما يعكس حسب قوله انحراف السياسات العمومية عن دعم القطاع العمومي

لكن اللافت ان زعيم حزب التقدم والاشتراكية وهو الذي كان وزيرا في حكومات سابقة لم يسلم بدوره من الانتقاد الشعبي اذ يرى كثيرون ان حديثه عن “الفساد وسوء الحكامة” يبدو انتقائيا لان حزبه كان جزءا من منظومة الحكم التي كرست ما يصفه اليوم بالاختلالات فالرجل الذي كان لعقود قريبا من دوائر القرار لم يقطع يوما مع السياسات التي ينتقدها الان بل استفاد من منطق التوافقات الذي يهاجمه في خطبه

وبين حكومة تبدو غارقة في حساباتها الانتخابية ومصالحها الاقتصادية ومعارضة تستعيد نبرتها “اليسارية” كلما تحرك الشارع يجد المواطن نفسه امام مشهد سياسي يكرر الوجوه والخطابات ذاتها
فالحكومة بصمتها وتبريراتها الباردة فقدت الكثير من رصيد الثقة والمعارضة بدورها لم تقدم بديلا مقنعا اذ تكتفي بتشخيص الازمة دون ان تتحمل نصيبها من المسؤولية التاريخية في انتاجها

اليوم وفي ظل ما وصفه بنعبد الله ب”الطفرة الهائلة في التعبير المجتمعي” يبدو ان الجيل الجديد لم يعد يثق لا في الحكومة ولا في المعارضة بل يعبر عن وعي سياسي مختلف يرفض الخطابات الجاهزة والمناورات الحزبية القديمة
انه جيل يريد التغيير من خارج النسق ويطالب بربط القول بالفعل سواء جاء من السلطة او من من كان يوما جزءا منها

Exit mobile version