العالمالمغرب

بوعلام صنصال.. شجاعة فكرية في مواجهة التشويه وكشف الحقائق التاريخية حول الصحراء الشرقية

يواصل الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، بعد خروجه من السجن، السير في طريق كشف الحقائق التي حاول البعض طمسها أو التلاعب بها، مؤكّدًا أن مواقفه حول مغربية الصحراء الشرقية لا تقوم على زلة لسان أو موقف ظرفي، بل على وقائع تاريخية مثبتة تدحض الادعاءات الانفصالية وبعض المزاعم الرسمية الجزائرية.

صنصال اختار التحرر من لغة المجاملة والسياسات الدبلوماسية، مؤكّدًا في مقابلاته الأخيرة بفرنسا أن صموده أمام الرقابة والضغوط لم يكن هدفه الشهرة، بل قول الحقيقة مهما كانت حساسيتها. هذا الموقف يبرز شجاعة فكرية نادرة، إذ لم يكتف بالكشف عن وقائع اعتقاله أو الضغوط التي تعرض لها، بل تجاوزها للحديث بصراحة عن الحقائق التاريخية المتعلقة بالصحراء، بما في ذلك محاولات تشويه التاريخ من طرف جهات معينة داخل الجزائر التي لطالما حاولت تصوير القضية وفق سرديات مغايرة للواقع التاريخي والجغرافي والسياسي.

ويأتي موقف صنصال كجزء من سلسلة مبادرات جزائرية حقيقية أو مفترضة لكشف التاريخ، لكنها غالبًا ما ارتبطت بالتلاعب السياسي، في حين يقدّم هو قراءة موضوعية مدعومة بالوثائق والحقائق التاريخية. في هذا السياق، يثبت الكاتب أن الجزائريين، عندما يجرؤون على مواجهة سرديات السلطة الرسمية، يمكنهم المساهمة في تصحيح الأخطاء التاريخية والوعي بالواقع، وهو ما يجعل موقف صنصال مثالًا على التوازن بين الانتماء الوطني والحرية الفكرية.

من خلال هذه الشجاعة، يرسل صنصال رسالة مزدوجة: أولها للمجتمع الدولي بأن مغربية الصحراء الشرقية ليست مجرد ادعاءات بل حقائق تاريخية، وثانيها للمثقفين والصحافيين والباحثين الجزائريين بأن مواجهة التشويه تتطلب الجرأة الفكرية ونقد الروايات الرسمية، دون خوف من التهديد أو الترهيب. بهذا الشكل، يصبح الكشف عن الحقيقة التاريخية وسيلة لتعزيز الوعي وضمان أن يبقى التاريخ غير مسيّس ومنصفًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى