Site icon جريدة صفرو بريس

بكالوريا 2025 : كوثر أبعلال ابنة إقليم صفرو المتفوقة بجهة فاس-مكناس، مسار في التميز والمثابرة

حققت التلميذة كوثر أبعلال، المنحدرة من الجماعة القروية رباط الخير بإقليم صفرو، أداءً أكاديميًا رفيعًا بحصولها على أعلى معدل في جهة فاس-مكناس في امتحانات البكالوريا. فقد حصلت، في شعبة العلوم الفيزيائية، خيار فرنسية، على معدل 19.23، ما يجعلها تجسيدًا لنموذج النجاح المبني على الصرامة والاجتهاد والدعم الأسري، رغم ظروف اجتماعية واقتصادية متواضعة

وفي تصريح للجريدة، نسبت كوثر أبعلال هذا الإنجاز الاستثنائي إلى استعداد بدأ منذ أول يوم في السنة الدراسية. وقالت: “لقد بدأت التحضير للبكالوريا منذ بداية السنة”، مشددة على أهمية التخطيط المحكم لاستيعاب البرنامج المكثف. واعتمدت في ذلك على نظام صارم، مفضلة الساعات الصباحية للتركيز على المواد العلمية. واعتبرت أن الأساس الذي اكتسبته خلال سنوات الإعدادي والثانوي كان حاسمًا، لكنها أبرزت أيضًا دور الأساتذة الذين وفّروا تأطيرًا ذا جودة.

ويميز مسار هذه التلميذة أيضًا بيئة أسرية، رغم التحديات، شكلت الركيزة الأساسية لنجاحها. وقالت: “كان دور أسرتي محوريًا، خصوصًا والدتي”. وسلطت الضوء على الدعم المعنوي والنفسي “الذي لا يقدر بثمن” من والديها، والذي كان “المحرّك الأساسي”، رغم هشاشة الوضع المالي للأسرة ومرض والدها. ويبرهن هذا النجاح على قدرة التلميذة على تحويل الصعوبات إلى حافز للتميز.

وفي ما يخص طموحاتها المستقبلية، لم تحسم كوثر أبعلال بعد اختيارًا نهائيًا، لكنها عبّرت عن رغبتها القوية في دراسة الطب العسكري، انطلاقًا من رؤيتها للطب كـ”رسالة نبيلة” تتيح مساعدة الآخرين. وأضافت أن هدفها الأكبر هو رعاية والدها والمساهمة في شفائه، معتبرة إياه مصدر إلهامها الأول.

من جهتها، أكدت والدة التلميذة أن ابنتها تابعت دراستها في ظروف مادية محدودة، مشيرة إلى غياب وسائل رقمية مثل الحاسوب أو الإنترنت في المنزل. وشهدت على تفاني ابنتها، معربة عن امتنانها العميق للأطر التربوية والسلطات المحلية على دعمهم المستمر.

وفي رسالة وجهتها للمقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، نصحت كوثر أبعلال بالتخطيط المبكر والمستمر. وقالت: “نصيحتي للمترشحين المقبلين هي أن يبدأوا التحضير منذ بداية السنة”. وأضافت: “البرنامج مكثف، وشهر واحد من المراجعة لا يكفي. يجب أن تكون الاستعدادات جادة وتدريجية”.

نجاح كوثر أبعلال يُعد مصدر فخر لعائلتها ولمؤسستها، الثانوية التأهيلية مولاي إدريس الأكبر، ولكل جماعة رباط الخير. ويظهر مسارها أن الإرادة والتميّز الدراسي قادران على تجاوز الحواجز الاجتماعية والمادية، لتصبح مصدر إلهام حقيقي لشباب الجهة وللمغرب بأسره.

Exit mobile version