في تصريح مثير أثار موجة من السخرية والغضب، خرجت النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، قلوب فطيح، بتصريحات تهاجم فيها المغاربة وتدافع عن زملائها في البرلمان، متهمة المواطنين باستعمال ما سمّته “وسائل التباغض الاجتماعي” لتسفيه العمل السياسي، معتبرة أن البرلمانيين أصبحوا “مصدر شبهة” في نظر الرأي العام بسبب ما يُنشر على المنصات الرقمية.
لكن المفارقة الصارخة أن النائبة المحترمة لم تتجه بنقدها إلى داخل بيتها السياسي، حيث كان الأجدر بها أن ترفع صوتها ضد الفساد الذي نخَر مؤسسات الأحزاب، أو أن تطالب بتفعيل المساءلة ضد البرلمانيين الذين ثبت تورطهم في قضايا الرشوة وتبييض الأموال واستغلال النفوذ.
بل اختارت طريقا أسهل: مهاجمة المواطنين الذين يعبرون عن سخطهم المشروع من أداء سياسيين جعلوا من البرلمان ممرّاً نحو الثروة والامتيازات لا منبرا لخدمة الشعب.
وإذا كانت البرلمانية تتحدث عن “الادعاءات الكاذبة”، فالأرقام لا تكذب: عشرات المتابعين من نواب ومستشارين في قضايا فساد، وملفات ثقيلة تتعلق بتجارة المخدرات واستغلال المال العام، بعضها يخصّ وجوهاً بارزة من حزبها نفسه الذي سُمي يوماً “حزب المافيا”.
الشارع المغربي لا يسفه العمل السياسي، بل يرفض أن يختزل العمل السياسي في صفقات انتخابية ومناصب مريحة. وما تحتاجه النائبة ليس محاربة “التباغض الاجتماعي”، بل مواجهة “التواطؤ الحزبي” الذي جعل البرلمان في نظر كثيرين مصدر فقدان الثقة لا مصدر التشريع.
المغاربة لا يكرهون السياسة، بل يكرهون من أفسدها.

