المغرب

رئيس جماعة يقود مسيرة احتجاجية رفقة السكان دفاعا عن حقوقهم الاجتماعية

في مشهد غير مسبوق داخل الحياة السياسية المحلية، فاجأ رئيس جماعة أيت بوكماز، التابعة لإقليم أزيلال، الرأي العام الوطني بخروجه في مقدمة مسيرة احتجاجية نظمتها ساكنة المنطقة للمطالبة بتحسين البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية.

الرئيس المنتمي لحزب العدالة والتنمية، لم يكتف بدعم مطالب المحتجين من موقعه الإداري، بل اختار النزول إلى الميدان جنبا إلى جنب مع السكان، حاملا معهم لافتات تطالب بفك العزلة، وتوفير الماء الصالح للشرب، وتأهيل الطرق، وبناء المراكز الصحية والمرافق الرياضية.

ولم تخل المسيرة من رسائل سياسية لافتة، حيث صرح رئيس الجماعة الحالي والبرلماني السابق قائلا: لن أتنازل عن كرامة الساكنة، ولو اقتضى الأمر مواصلة المسيرة حتى البحر، في إشارة قوية إلى تشبثه بمرافقة السكان حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.

هذا السلوك أثار تفاعلا واسعا داخل الإقليم وخارجه، واعتبره متتبعون سابقة نوعية في علاقة المنتخبين بساكنة العالم القروي، إذ يعكس موقفا سياسيا جديدا يقطع مع تدبير الملفات عن بعد، ويؤسس لمقاربة تقوم على الاصطفاف الميداني مع هموم المواطنين.

وتأتي هذه المبادرة في سياق تنامي الإحساس بالتهميش داخل بعض المناطق الجبلية، خصوصا في ظل ضعف الاستثمارات العمومية وتراكم اختلالات الخدمات الأساسية، ما جعل السكان يختارون التعبير السلمي عن أوضاعهم، مدعومين هذه المرة من أعلى هرم التسيير المحلي.

الخطوة حملت أيضا بعدا رمزيا قويا، حيث بعثت برسالة مفادها أن المطالب الاجتماعية لا لون سياسيا لها، وأن النضال من أجل الحقوق لا يتناقض مع المسؤولية، بل قد يكون أحد أنبل أشكالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى