أصبحت ظاهرة التعاطي للمخدرات بكل أصنافها ومسمياتها في الآونة الأخيرة ، تتسع رقعتها بشكل ملحوظ بمدينة ايموزار كندر، بحيث اصبحنا نرى شبابا في ريعان الزهور وفي مقتبل العمر باتوا مدمنين على هذه المواد السامة ، فبمجرد قيامك بجولة في المدينة ، خصوصا في بعض الاحياء وبعض صالات البلياردو ومقاهي الانترنيت ،ستصاب لا محالة بصدمة قوية من هول فاجعة قد لا يصدقها عاقل ، والمتمثلة في الشيوع الهائل للمواد المخدرة وللعدد الهائل من شباب الأمة الذين يتعاطون لها ، في غياب شبه تام للرقابة من قبل الجهات المعنية .
لكن امام استشراء هذه الظاهرة التي أصبحت تقض مضاجع الآباء والأمهات والمربين عموما ، وجب على الدولة بكل مكوناتها :السلطات المحلية ، المجتمع المدني ، المؤسسات التعليمية ، المؤسسات الدينية…تحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الشأن ، لانه في ظل غياب استراتيجية شبابية واضحة يلتئم عليها كل الفاعلين داخل المدينة ، تهتم بقضايا الشباب من خلال وضع سياسة محلية توفر البدائل من قبيل توفير مؤسسة للتكوين المهني بالمدينة وايلاء اهمية كبيرة لقطاع الرياضة عبر انشاء ملاعب القرب بالاضافة الى تعزيز الرقابة الامنية عبر دورات للتمشيط ، والضرب على أيدي مروجي هذه السموم ، وبالموازاة مع ذلك يتم تنظيم حملات للتوعية بخطورة الادمان على المخدرات على اعتبارها مواد سامة وقاتلة وذات انعكاسات خطيرة على الدراسة والأسر وعلى المجتمعهم بشكل عام .
ولطالما اكدنا في مقالات سابقة من خلال هذا المنبر ان الشباب هم القلب النابض للامة وراسمالها الثمين ، فكلما وجد العناية اللازمة وكان في صلب واهتمامات سياسات الدولة عبر اجراءات عملية مضاعفة تحميه من الاخطار المحدقة به ، وتوفر له البدائل ، كان هو الآخر في الموعد ، وسيمارس دوره الطبيعي الذي هو أساسا النهوض بالأمة على اعتبار الشباب عمادا لها .