Site icon جريدة صفرو بريس

المنزل: ظاهرة محاربة احتلال الملك العمومي بين الصرامة والانتقائية

تضايق المجتمع اليازغي كثيرا من السياسة المريبة والغير مفهومة أو مبررة لباشا مدينة المنزل وهو يحارب المحتلين للملك العمومي.. فتارة يسخر كل طاقاته لمجابهة الظاهرة، ويخرج بنفسه يحطم ويكسر، ويصادر ممتلكات المحتلين وبضائعهم؛ وتارة يلين ويرأف ويتجاهل، ويمعن في غض الطرف عن فئة محظوظة تَسْلَم من صرامته المعهودة، ولا تطالها أسلحته المتعددة لمحاربة الظاهرة، وردع المعتدين..

   وهو سلوك غريب، أو بالأحرى مريب ينهجه هذا المسؤول لمواجهة آفة احتلال الملك العمومي. حيث أن هذه المؤشرات تدل على استمرار جثْم هذه الظاهرة على أنفاس المدينة، خصوصا مع اعتماد مبدأ الانتقائية، ونهج سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع هذا الملف المتشعب. ففي وقت سابق انتقى الباشا نماذج معينة واجهها بعنف كبير مستعينا بأعوان السلطة والقوات المساعدة. كما حدث بحي لغروسات حينما حطم واجهة أحد المحلات التجارية، تاركا محلات أخرى بالجوار دون المساس بها !  واليوم يبارك ما قام به صاحب كشك بجوار المحطة من تطاول على الملك العام. فحسب شهادات محلية قام هذا الأخير بتثبيت أعمدة حديدية أمام محله محتلا كل الطوار الذي يجاور الشارع الرئيسي للمدينة دون حسيب أو رقيب !  حيث أن هذا التصرف المشين الذي أدى إلى تشويه المنظر العام للشارع لم يرق للجميع، وخصوصا لصاحب الدكان المجاور للكشك، بعد أن رفض هذا الأخير تثبيت الأعمدة الحديدية بدكانه. وواجه المحتل واللحام الذي ادعى أن الباشا هو من أمره بإتمام هذا العمل ليلا !  ولم يفلح صاحب الدكان المجاور في إزاحة الأعمدة الحديدية إلا بعد أن هدد باللجوء إلى القضاء..

Exit mobile version