سلمت السلطات المغربية إلى نظيرتها الفرنسية مواطنين فرنسيين مطلوبين بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، في خطوة تعكس تعاون البلدين في مكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود. وينتمي الرجلان المشتبه بهما إلى شبكة لتجارة المخدرات تنشط من برشلونة وتعمل تحت سلطة ممونين مقيمين في المغرب باستخدام تطبيق تيليغرام، وفق ما أعلن مكتب المدعي العام في تولوز.
وقد وُجهت إليهما، يوم الجمعة في مدينة تولوز، تهم الاتجار بالمخدرات واستيرادها في إطار منظمة إجرامية، إضافة إلى غسل الأموال الناتجة عن هذه الأنشطة، وذلك خلال الفترة الممتدة من يناير 2021 إلى فبراير 2024، في إطار عملية واسعة لتفكيك شبكة تهريب المخدرات بين إسبانيا وفرنسا. ويأتي هذا التسليم بعد صدور مذكرة توقيف أوروبية بحق المعتقلين منذ أبريل 2024.
ويشير مكتب المدعي العام إلى أن أحد المشتبه بهم تم توقيفه في يونيو عند عودته إلى فرنسا بعد 18 شهرا قضاه في المغرب، قبل أن توجه إليه التهم ويحتجز. أما المشتبه بهم الآخران، فقد تم توقيفهما في فبراير 2025 أثناء وجودهما في المغرب، حيث قضيا فترة الاحتجاز قبل تسليمهما ونقلهما إلى تولوز يوم الجمعة الماضي. ويؤكد المدعي العام أن التحقيقات مستمرة لتأمين تسليم بقية الأفراد الفارين ضمن الشبكة.
يعكس هذا التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا مدى الالتزام المشترك بمكافحة الجرائم العابرة للحدود وتعزيز فعالية أجهزة الأمن في مواجهة شبكات الاتجار بالمخدرات التي تستغل التكنولوجيا الحديثة للتنظيم والتواصل. كما يسلط الضوء على أهمية التنسيق الدولي لضمان متابعة المجرمين وملاحقتهم قضائيا في كل الدول المعنية، ما يرسخ الثقة بين الأجهزة القضائية والأمنية ويعزز صمود النظام القانوني في مواجهة الجريمة المنظمة.