المؤبد لقاتل الفنان الريفي “سوليت” في قضية هزّت الحسيمة

أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة الستار على واحدة من القضايا التي خلّفت صدى واسعاً داخل الإقليم، بعد إصدار حكم بالسجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي في مقتل الفنان الريفي الشاب المعروف بلقب “سوليت”، وهو الاسم الذي ارتبط خلال السنوات الأخيرة بمسار فني مميز رغم التحديات التي واجهها بسبب إعاقته الجسدية.
وتعود تفاصيل القضية إلى صباح الثلاثاء 7 أكتوبر الماضي، حين التقى الجاني بالضحية داخل أحد مقاهي شارع الزلاقة بمدينة الحسيمة. وبحسب ما توصلت إليه التحقيقات، فقد نشب بينهما حديث قصير قبل أن تتطور الواقعة خارج المقهى في ظروف ما تزال دوافعها الدقيقة غير معلنة بشكل رسمي، لكنها كانت كافية لإثارة صدمة كبيرة بعد وقوع الاعتداء الذي أودى بحياة الفنان الشاب.
ووفق المعطيات القضائية، تمكنت السلطات من توقيف المتهم في وقت وجيز، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من جلسات التحقيق والاستماع التي امتدت لأسابيع، وتم خلالها تجميع عناصر الملف وعرض التسجيلات المتوفرة، إلى جانب شهادات عدد من الأطراف. وبعد دراسة المحكمة لكافة الأدلة، قررت إدانة المتهم بالسجن المؤبد.
وقد أثارت الجريمة موجة واسعة من التعاطف والغضب داخل الأوساط الفنية بالريف، حيث نعى العديد من الفنانين والجمعويين “سوليت”، معتبرين أنه كان نموذجاً للإصرار والإبداع رغم الصعوبات التي رافقت مسيرته. كما أعاد الحادث النقاش حول الأمن المجتمعي وضرورة تعزيز الوقاية من مظاهر العنف داخل الفضاء العام.
بهذا الحكم، تكون المحكمة قد طوت فصلاً مؤلماً من فصول هذه القضية، بينما ظلّ أثرها الإنساني والرمزي حاضراً بقوة لدى جمهور ومحبي الفنان الراحل.




