الزاهيدي ولقاءات الاحرار.. بين التنظيم والتسويق الانتخابي

تصريح الزاهيدي، الذي شدد فيه على ان لقاءات الاحرار التواصلية ليست حملة انتخابية، بل تعكس قوة تنظيمية داخل الحزب، يفتح الباب امام نقاش مشروع حول الحدود الفاصلة بين العمل الحزبي التواصلي والعمل الدعائي المرتبط بالاستحقاقات.فمن حيث الشكل، لا يمكن انكار ان تنظيم لقاءات ميدانية مسترسلة، مصحوبة بتغطية اعلامية مدروسة، يعكس بالفعل جهدا تنظيميا يستهدف تقوية حضور الحزب في الساحة. لكن من حيث التوقيت والمضامين، تبدو هذه اللقاءات وكانها تحمل حمولة انتخابية مبكرة، خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الخطاب السياسي المرافق لها يركز على المنجزات الحكومية ويستثمر في تلميع صورة الحزب.جدير بالذكر ان الزاهيدي، الذي سبق ان حمل الوان حزب العدالة والتنمية، اختار الانضمام الى التجمع الوطني للاحرار في تحول يعكس تغييرا في اختياراته السياسية، وربما ايضا في طموحاته الشخصية. فالبيجيدي لم يكن يوما حزب البوز ولا واجهة لرجال الاعمال والشبكات الاقتصادية، في حين ان حزب الاحرار يقدم اليوم منصة تواصلية واسعة وغطاء تنظيميا اقوى، يستهوي من يبحث عن حظوظ اكبر في التأثير والحضور.المشكلة لا تكمن في تنظيم اللقاءات بحد ذاتها، بل في غياب فاصل واضح بين ما هو تواصلي مشروع في سياق ديمقراطي، وما قد يعتبر استغلالا للموارد السياسية في حملات تمهيدية مقنعة. هذا ما قد يثير تساؤلات لدى الراي العام حول تكافؤ الفرص بين الفاعلين السياسيين، ومدى التزام الفاعل الحكومي بحدود الحياد اثناء وجوده في السلطة.وبالتالي، فان تبرير هذه اللقاءات بانها “ليست انتخابية” لا يعفيها من واجب الوضوح السياسي والاخلاقي، لان المواطن لم يعد يكتفي بالشعارات، بل ينظر بعين ناقدة الى كل خطوة حزبية، ويقارنها بما يشهده من واقع معيش وسياسات عمومية.
 
				


