في خطوة تعكس تقدمها التقني المتسارع، تمكنت الصين من استخدام نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية “بيدو” لتوجيه آلات الحصاد الذاتية القيادة في سهل جيانغهان بمقاطعة هوبي، محققة إنجازا لافتا في تسريع وتيرة جني المحاصيل، وتقليص مدة الحصاد إلى أقل من يومين.
ووفقا لما أوردته وسائل الإعلام الرسمية الصينية، نجحت الآلات الذكية في حصاد ما يقارب 33.3 هكتار من القمح في أقل من 36 ساعة، بفضل دقة نظام “بيدو” في تحديد المواقع والملاحة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.
هذا الابتكار الزراعي يشكل نموذجًا جديدًا في عالم الزراعة الذكية، حيث يندمج الذكاء الاصطناعي مع تكنولوجيا الفضاء لزيادة الإنتاج وتحسين الكفاءة في واحدة من أكبر الدول الزراعية في العالم. وتأتي هذه التجربة كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الأمن الغذائي في الصين، وتقليل الاعتماد على العمالة البشرية في مراحل الحصاد، لاسيما في ظل التحولات الديمغرافية وارتفاع تكلفة اليد العاملة.
ويرى خبراء أن هذا النوع من التطور التقني يفتح آفاقا جديدة أمام الدول النامية، حيث يمكن لتكنولوجيا الملاحة عبر الأقمار الصناعية أن تساهم في تحديث الزراعة وتجاوز التحديات المرتبطة بالتغير المناخي، والإنتاجية المنخفضة، وسوء استغلال الأراضي.
من جهتها، تسعى بكين إلى تصدير هذه التكنولوجيا إلى دول شريكة في آسيا وإفريقيا، في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، مما يجعل من الزراعة الذكية الصينية ورقة استراتيجية لتعزيز نفوذها الاقتصادي والتقني عالميًا.
في ظل هذا السباق نحو الابتكار، تبدو الصين مصممة على إعادة تعريف مفهوم الزراعة، ليس فقط كقطاع اقتصادي، بل كواجهة تكنولوجية تخضع لمعادلات الذكاء الصناعي والدقة الفضائية.