Site icon جريدة صفرو بريس

الساكنة تدفع فاتورة الطريق من جيبها… حينما يغيب المنتخبون ويصنع المواطنون التنمية

دوار “إيدودير” بإقليم تيزنيت كما يظهر في الصور، لم ينتظر وعود المنتخبين ولا برامج المجالس المحلية التي اختزلت أولوياتها في تنظيم المهرجانات والأنشطة الاستعراضية. أمام هذا الإهمال، قررت الساكنة أن تتكفل بنفسها بما عجز عنه المسؤولون، فبادرت إلى تعبيد الطريق الرئيسية التي تربط الدوار بالمركز، اعتمادًا على وسائل بسيطة، وجهود تطوعية، ومساهمات مالية من المحسنين.

ما حدث ليس مجرد تعبيد مترات من الإسفلت، بل هو درس حي في المسؤولية المجتمعية، وإدانة صريحة لتقاعس المجالس المنتخبة التي يفترض فيها الدفاع عن مصالح الساكنة وخدمة احتياجاتها الأساسية، على رأسها البنية التحتية.

الصور المتداولة توثق لملحمة صامتة، أبطالها رجال وشباب الدوار، يحملون أدوات البناء، يخلطون الإسمنت، ويفرشون الطريق، في مشهد يعيد تعريف التنمية بعيدًا عن الشعارات والوعود.

هذا التحرك الشعبي يفتح سؤالًا كبيرًا حول دور الجماعات المحلية، ويفضح التفاوت الصارخ بين الشعارات الانتخابية والواقع اليومي للمواطنين، خصوصًا في المناطق القروية التي تعاني التهميش منذ عقود.

ما جرى في “إيدو يدير” ليس فقط عملاً تنموياً بل صفعة لكل من يختبئ خلف المكاتب الفخمة وينسى أن التنمية الحقيقية تُصنع في الميدان، وليس في قاعات الاجتماعات أو منشورات التواصل الاجتماعي.

Exit mobile version