Site icon جريدة صفرو بريس

الزكاة بين الرؤية الملكية والتجارب العالمية

في خطاب ملكي لافت تطرق الملك محمد السادس الى موضوع الزكاة باعتبارها الية تضامن اجتماعي واقتصادي متجذرة في الثقافة الاسلامية، وهو تذكير بأهمية هذه الفريضة التي لا تقف عند حدود العبادة فقط بل تتجاوزها لتشكل رافعة للتنمية ومحاربة الفقر والهشاشة

الزكاة في جوهرها صندوق اجتماعي عادل يهدف الى اعادة توزيع الثروة داخل المجتمع، بما يضمن التوازن ويعزز قيم التكافل. هذا المفهوم العميق سبق بقرون تجارب حديثة في اوروبا والغرب، حيث اضطرت العديد من الدول الى انشاء صناديق تضامن اجتماعي بعدما فشل الاقتصاد الرأسمالي في معالجة ازمات الفقر والبطالة والهوة بين الطبقات

في التجارب الاوروبية ظهرت صناديق دعم البطالة وصناديق الرعاية الاجتماعية، وهي ادوات تمويل جماعية تعتمد على اقتطاعات اجبارية من دخل المواطنين لتوفير اعانات للفئات الهشة. غير ان الفكرة في الاسلام اعمق واشمل، لانها قائمة على البعد الروحي والاخلاقي الى جانب البعد الاقتصادي، مما يجعلها اكثر ديمومة واستقرارا

التذكير الملكي بالزكاة اليوم يأتي في سياق عالمي يشهد تحديات اقتصادية واجتماعية متنامية، حيث تتضح الحاجة الى اليات تضامن مبتكرة وفاعلة. فالزكاة ليست مجرد واجب ديني بل مشروع حضاري يمكن ان يشكل اساسا لاقتصاد اكثر عدلا وانسانية

ان استحضار قيمة الزكاة في خطاب ملكي هو دعوة الى التفكير الجماعي في كيفية تفعيلها بشكل مؤسساتي وشفاف، بما يخدم التنمية ويحقق التكافل الحقيقي الذي يحتاجه المجتمع المغربي في الحاضر والمستقبل

Exit mobile version