في تحول مفاجئ وغير متوقع، أصبح الشيخ محمد فوزي الكركري، المرشد الروحي للطريقة الكركرية، وجها عالميا معترف به في باريس، لا على اساس خطابه الديني فقط، بل على قدرته الفائقة في جمع الزملاء من كل الانحاء حول فكرة واحدة: كيف تصنع السلام بينما الجميع يحاول ان يسرق المايكروفون
الندوة التي نظمها نادي الروتاري حملت عنوان من اجل السلام، لكنها تحولت الى مسرح تبادل التحيات والبروتوكولات بين كاهن أبرشية باريس، ممثل الهندوس، مسؤولة قناة تلفزيونية وممثل العلاقات اليهودية، وسياسيون من كل الاطياف، وكأن الجميع قال: اذا لم نلتقط صورة مع الشيخ الكركري فلن يعرف احد اننا حضرنا
الشيخ الكركري، في حلقة النقاش المخصصة للعلمانية، استعرض الفرق بين العلمانية الفرنسية والمغربية، مستشهدا بالاية: يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، وكأن الرسالة تقول: حتى في زمن التكنولوجيا والصور السيلفي، الانسان لا يزال بحاجة الى التعايش
وفي نهاية الامر، النخب الحاضرة غادرت مع شعور طفيف بالارتباك، لكن مع وعد ضمني بان السلام ممكن، خصوصا اذا اذا تم قتل ماتبقى في غزة.لانها لازالت تفضح مثل هذا النفاق.

