شهدت مدينة الراشيدية مساء امس احتجاجات شارك فيها عدد من الشبان، حيث بدأت التحركات بطابع مطلبية يمكن وصفه بالسلمي والحضري، غير ان الامر سرعان ما تحول الى مواجهات بالحجارة، مما أضفى على الاجواء طابعا توتيريا وخطيرا.
ما حدث يوضح بجلاء الفرق بين شكل الاحتجاج وطريقة التعبير عن المطالب. فالاحتجاج السلمي والحضري يتيح للمشاركين ايصال رسائلهم بوضوح وبفعالية، دون تعريض النفس او الاخرين للخطر، ويعكس وعيا مجتمعا بمفهوم التعبير المسؤول. اما التحول الى اعمال عنف فيصبح الاحتجاج ارضية للصدام والفوضى، ويفقد المطالب حقيقتها ويعقد الوضع، سواء على مستوى المدينة او المجتمع.
التحولات التي شهدتها الراشيدية مساء امس تقدم درسا مهما: قدرة الشباب على التعبير عن مطالبهم تتحقق فقط عندما يتم الالتزام بضوابط السلامة والابتعاد عن العنف. الاحتجاج السلمي ليس ضعفا او تقصيرا، بل هو اداة فعالة للتواصل والتأثير، بينما الفوضى والحجارة لا تزيد سوى من حجم الاضرار وتعقيد الامور.
في النهاية، يمكن القول ان التجربة في الرشيدية تبرز ضرورة التمسك بالاحتجاج الحضري والسلمي كخيار اول، والابتعاد عن العنف الذي يحول المسيرة الى ساحة صراع لا تحقق المطالب المنشودة.

