شهدت مدينة الدار البيضاء مساء الجمعة وصول الملك محمد السادس في زيارة ملكية خاصة بالمدينة، حيث عاين سكان العاصمة الاقتصادية منذ الساعات الأولى من اليوم استنفارا ملحوظا لمختلف الأجهزة الأمنية التي كثفت حضورها عبر الدوريات المتنقلة والحواجز الثابتة لتأمين الطرق والمحاور الرئيسية.
وقد ركزت التدابير الأمنية على الشوارع الكبرى التي تعرف ضغطا مروريا متزايدا وأشغالا بنيوية مهيكلة، وذلك بهدف ضمان انسيابية حركة السير وتفادي أي ارتباك يواكب الزيارة الملكية. كما شوهد انتشار لافت لعناصر الأمن بمداخل المدينة الحيوية والطرق المؤدية إلى الأحياء التي تحتضن المشاريع التنموية المفتوحة.
الزيارة الملكية تندرج في إطار متابعة مجموعة من الأوراش الكبرى التي تعرفها الدار البيضاء في السنوات الأخيرة، حيث تسعى السلطات إلى إعطاء دفعة جديدة لمسار تحديث البنية التحتية للمدينة وتعزيز مكانتها كقاطرة اقتصادية للبلاد. وتتنوع هذه المشاريع بين توسعة شبكة الطرق والمحاور السريعة، وتأهيل الفضاءات العمومية، إلى جانب إنجاز مرافق اجتماعية وثقافية تستجيب لتطلعات السكان.
مصادر محلية أكدت أن حضور الملك بالدار البيضاء يعكس حرص المؤسسة الملكية على تتبع مختلف مراحل هذه الأوراش عن قرب، والاطلاع على وتيرة الأشغال ومدى التزام الجهات المسؤولة بالجدول الزمني المحدد. كما ينتظر أن يشكل هذا الحدث مناسبة للإعلان عن مبادرات جديدة تروم تطوير الخدمات الأساسية وتعزيز جاذبية المدينة للاستثمارات الوطنية والدولية.
الدار البيضاء التي تعتبر القلب الاقتصادي للمغرب، عرفت خلال السنوات الأخيرة انطلاقة مشاريع استراتيجية مثل الخطوط الجديدة لوسائل النقل الحضري، إعادة تهيئة الأحياء القديمة، وإطلاق برامج سكنية موجهة لمختلف الشرائح الاجتماعية. وهي مشاريع يعول عليها في تحسين جودة الحياة والرفع من تنافسية العاصمة الاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي.
ويترقب سكان الدار البيضاء أن تفتح هذه الزيارة الملكية الباب أمام دينامية إضافية تسهم في تسريع وتيرة الإنجاز وتجاوز العراقيل الإدارية واللوجستية التي تعيق بعض الأوراش. كما يأمل المواطنون أن تشمل المشاريع المبرمجة تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتوفير فرص شغل جديدة تواكب النمو الديمغرافي المتزايد بالمدينة.
بهذه الزيارة الملكية، تعود الأنظار مجددا إلى الدار البيضاء باعتبارها مركزا للتغيير والتحول، ومختبرا لمشاريع كبرى تسعى إلى ترسيخ صورة المغرب الحديث والمتجدد.