من المفترض أن يكون التصوف بابا للزهد والصفاء الروحي، ومجالا لتربية النفس على البساطة والابتعاد عن زخارف الدنيا. لكن ما نشهده اليوم من ممارسات بعض الزوايا، حول التصوف إلى أداة للهيمنة والسيطرة، بل وإلى مسرحية مكلفة لا علاقة لها بروح الإسلام.
كيف يعقل أن نسمع عن ملايير السنتيمات التي تتحرك بين حسابات القيادات وزوجاتهم الأجنبية الجنسية، بينما آلاف المريدين الفقراء يفرض عليهم دفع مساهمات لا يعرفون أين تذهب؟ أليس الأولى أن تكون هذه الأموال في خدمة التنمية والتعليم والصحة بدل أن تتحول إلى أرصدة سرية وزوجات أجنبيات ومظاهر بذخ بعيدة كل البعد عن روح الدين؟
الأغرب من ذلك أن بعض الطوائف، مثل الكركريين، يخرجون بلباس يشبه ألوان قوس قزح، ويتحدثون عن “بشرى سماوية” و”أنوار ملائكية”. أليس هذا أقرب إلى أعراض الهلوسة النفسية منه إلى الإيمان الصافي؟ متى صار الطريق إلى الله يمر عبر استعراضات لونية وطقوس غريبة تشبه أساليب معابد آمون القديمة أو طقوس الكنيسة في عصور الظلام؟
الإسلام دين واضح وبسيط، لا يحتاج إلى وسطاء ولا إلى تكركر ولا تدشيش. دين جاء بالكتاب والسنة، لا بالادعاءات الفارغة ولا باستغلال عقول الناس البسطاء تحت يافطة “البركة” و”السر”.
إن هذه المهازل لم تعد مجرد انحرافات فردية، بل تحولت إلى خطر حقيقي يسيء إلى صورة الدين ويزرع الشك في قلوب الناس. المغاربة عبر تاريخهم كانوا أوفى لتعاليم الإسلام الحنيف من دون هذه الطقوس الهزيلة.
السؤال الكبير: متى ينتهي هذا العبث الذي يسيء للإسلام أكثر مما يخدمه؟ ومتى يستفيق المريدون ليدركوا أن الدين علاقة صافية بين العبد وربه، لا وسطاء فيها ولا حسابات مصرفية ولا ألوان قوس قزح؟