Site icon جريدة صفرو بريس

الانتحار في زمن الكرونا

فيروس كورونا المستجد او كما يسميه البعض covid 19 هو وباء قلب موازين الحياة في العالم باسره ومخلفاته ليست فقط اقتصادية وصحية، بل اخطر حيث تتجاوزها لتصبح مخلفات نفسية سيكولوجية واجتماعية.

لعل أصعب شيء لدى لانسان هو التغير او بالأحرى الانسجام مع كل ما هو غير معتاد، فبعدما كان الانسان حرا طليقا، يجد نفسه اليوم ملتزم بحجر منزلي لحماية حياته وعائلته بين أربع جدران، لا يخرج إلا للضرورة القصوى وله وقت محدد لذلك مما أدى إلى تنامي ظاهرة لانتحار. 

ليتحول الحجر المنزلي عند البعض من فرصة للتقرب من الذات واكتشافاها الى مبرر لإنهاء الحياة، خصوصا ان الكثير من المغاربة بعيدون عن أهلهم، مما يجعل الانسان يتخيل نفسه وحيدا امام صخب الحياة الشيء الذي يسبب الامراض النفسية، هاته الاخيرة تتيح الفرصة للبعض لوضع حد لحياته.

وكما أكد عالم النفس الامريكي جيسي بيرنيغ لصحيفة   ” sky news Arabia  ” ان الاشخاص الذين لا يعانون من اي مرض نفسي ينتحرون ايضا فالقابلية الجينية التقت بظروف محفزة ليصبح الإنسان عندها اكتر عرضة لإيذاء نفسه.

الافكار السوداوية دائما ما تراود الانسان عند ابسط مشكل فما بالك أمام معضلة اجتماعية وسياسية وصحية، فالخوف من المجهول بات أصعب من مواجهة الواقع، فقد الانسان الاتصال بواقعه ليفقد بذلك التحكم في ذاته.

هذ ويشعر خبراء الصحة العقلية ان عدم التوازن الاقتصادي والعزلة الاجتماعية بسبب وباء كورونا يرهق الرعاية الصحية، مما يشكل قلقا حول العالم حيث ذهب علماء النفس الى الربط بين تفشي الفيروس وتنامي لانتحار.

بدوره المغرب لم يسلم من هاته الموجة، حيث أقدم أربعة أشخاص على وضع حد لحياتهم الأسبوع الماضي، ووفق تصريح للباحث  في العلوم التربوية وعلم الاجتماع يونس الجازولي لجريدة هيسبريس الالكترونية، أنه في شهر واحد أقدم 20 شخص على الانتحار بينهم 18 ذكور و4 إناث جلهم بين 40 و 80 سنة .

Exit mobile version