( الأفكار الجاهزة )منتوج يستهلك بكثرة لدى جل المغاربة …فأغلبهم ليس لديه الوقت ليتفحص فحوى كل مايتلقاه من كلمات أو يدقق في صحتها أو يحلل مضمونها بشكل عقلاني من دون تحيز….فيستورد هذه الأفكارو يوزعها بنفس المضمون و أحيانا يضيف إليها بعض البهارات معتقدا أن ما يقوله هو الصواب …و ينضاف إليه منتوج (التعميم) الذي بدوره يعاني من ارتفاع نسبة الإستراد و التصدير للآخرين …هذا الأخير ينخر في عقول كل من لا يؤمنون بالإستثناء …فعندما تنبههم أنه لا يجوز التعميم في كل المواضيع و الأخد بالأفكار الجاهزة و الخاطئة بهذا الشكل المتطرف و محاولة فرضها على الأخرين في أي نقاش يجيبونك بأن الإستثناء لا يقاس عليه و أن تجاربهم هي من برهنت لهم صحة ما تفوهت به ألسنتهم في حين ما هي إلا ثقافة ورثوها أبا عن جد تسحبهم مرارا من دون وعي للسقوط في فخ العنصرية و التفرقة ….عندما يفتقر المرء لفنون الحديث ويجهل أبجديات النقاش و يعطي عقله عطلة مفتوحة يكون فريسة سهلة لاستهلاك هذين المنتوجين بكثرة فيظهر عيب أفكاره من خلال لسانه في أول حوار تخوضه معه …بالنسبة إلي فأنا أحاول أن أتفادى الدخول في نقاش مع كل من ثبت لي استهلاكه المفرط لهذين المنتوجين لأنني على علم مسبق بأن النقاش معه لن يغني أفكاري و لن يضيف أي شيء يذكر إلى خزانتي المعرفية المتواضعة….فالإنسان المثقف يعي أن كل ما تسمعه أذناه قابل للتحليل من دون استثناء وفق منهج معقلن و أن النتيجة دائما تنحصر ما بين الأخد بالصواب و التخلص من الشوائب المعرفية التي ظلت متجدرة في تقافتنا على مر السنين بالخطأ….فطوبى لمن انتبه لخطورة هذين المنتوجين و قرر مقاطعتهما بسلاح المعرفة و أعطى نفسه فرصة لتعلم فنون الحديث و أبجديات النقاش …و للمستهلكين أقول الصمت أحيانا حكمة ……..بنات أفكاري