أثار الاستعراض العسكري الذي نفذه الجيش الإسباني في سبتة المحتلة، والذي تضمن عرض أسلحة دفاعية متطورة، العديد من التساؤلات حول أبعاده ورسائله الاستراتيجية في ظل تصاعد مناخ التوتر مع المغرب.
القيادة العامة للقوات المسلحة الإسبانية نشرت صورا وفيديوهات لمناورات نفذتها الوحدة المختلطة للمدفعية رقم 30، استخدمت خلالها مدافع 35/90 GDF-007 السويسرية الصنع المضادة للطائرات، المعروفة بسرعتها ودقتها في إصابة الأهداف الجوية على علو منخفض، بالإضافة إلى نظام التوجيه Skydor. كما جرى استعراض صواريخ Mistral الفرنسية الصنع قصيرة المدى، القادرة على ضرب أهداف متحركة بسرعة مضاعفة لسرعة الصوت وفي ظرف لا يتعدى 14 ثانية من لحظة الإطلاق.
هذه المناورات تأتي في سياق حساس، إذ تظل سبتة ومليلية نقطتين دائمتين للتوتر، باعتبارهما على تماس مباشر مع التراب المغربي وبوابتين استراتيجيتين للمتوسط. كما تزامنت التدريبات مع الجدل الذي أثاره مقطع فيديو نشر حول نشاط مغربي قرب جزر الشفارين، ما زاد من قلق مدريد بشأن جاهزية أنظمتها الدفاعية.
لكن في المقابل، لم يقف المغرب مكتوف الأيدي، إذ أطلق تجارب ناجحة لصواريخ متطورة ضمن مخطط تعزيز قدراته الدفاعية، إلى جانب دخوله في صفقة طائرات حديثة من الجيل الجديد، في إطار استراتيجية تحديث عسكرية تروم ضمان تفوق نوعي وتوازن إقليمي في مواجهة أي تهديد محتمل.
المتابعون اعتبروا أن الاستعراض العسكري الإسباني لا يمكن قراءته فقط كتدريب عادي، بل كرسالة سياسية مباشرة، في وقت يبعث فيه المغرب بدوره إشارات واضحة عبر برامجه التسليحية المتقدمة. وهو ما يعكس سباقا صامتا على رفع الجاهزية وتعزيز الردع المتبادل، بما يزيد من حساسية التوازنات في المنطقة.

