في كلمة قوية خلال تجمع خطابي بمدينة صفرو، عاد ادريس لشكر، الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الى توجيه انتقادات حادة للحكومة، وهذه المرة حول ما وصفه بالوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع الصحة في المغرب. وقال لشكر ان معاناة المواطنين مع المستشفيات العمومية اصبحت لا تطاق، وان مشاهد الطرد والاذلال تتكرر كل يوم فقط لان “ما كاينش الخيط” او لان “الدواء الاحمر مقطوع”، في اشارة الى ابسط الحاجيات التي تنعدم في عدد من المستشفيات.
واكد لشكر ان هذه المعاناة هي التي دفعت الشباب المغربي الى الخروج للاحتجاج والتعبير عن غضبه، مشيرا الى ان الحكومة تصرف ملايير الدراهم في مشاريع لا تمس حياة المواطن اليومية، بينما لا يجد المريض خيطا يخاط به جرحه او دواء يسكن به الامه. واضاف ان استمرار هذا الوضع يمس كرامة المغاربة، ويفضح فشل السياسات العمومية في احد اهم القطاعات الاجتماعية.
واكد لشكر ان مدخل الاصلاح الحقيقي يجب ان يكون من خلال الالتزام الصارم بالتوجيهات الملكية المنتظرة في خطاب افتتاح دورة البرلمان لشهر اكتوبر، مشيرا الى ان جلالة الملك كان دائما حريصا على دعوة الحكومات المتعاقبة الى اصلاح منظومة الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، لكن هذه الحكومة، على حد قوله، تكتفي بالشعارات دون فعل.
وفي الجانب السياسي، دعا لشكر الى ضرورة النضال من اجل انتخابات نزيهة وشفافة، تعيد الثقة للمواطن وتضع حدا لمنطق المال والنفوذ الذي شوه العملية الانتخابية. واعتبر ان المغرب في حاجة ماسة الى اصلاح سياسي حقيقي يفرز مؤسسات قوية تعبر عن ارادة الشعب لا عن مصالح الاحزاب المتحالفة على اقتسام الغنائم.
ولم يغفل لشكر التذكير بالدور الكبير الذي لعبه حزب الاتحاد الاشتراكي في الرفع من تمثيلية النساء داخل البرلمان والمؤسسات المنتخبة، مؤكدا ان الحزب سيظل وفيا لقيم المساواة والمواطنة وحقوق الانسان، مهما كانت الصعوبات.
وختم كلمته بالتأكيد على ان المغرب يستحق حكومة وطنية حقيقية، تضع المواطن في قلب اولوياتها، وتعمل بروح المسؤولية، لا حكومة تعيش على التبرير والتسويف وتنتظر الاوامر لتتحرك.