في شهر نونمبر من كل سنة يغطي اللون البنفسجي حقول الزعفران في جماعة سرغينة بإقليم بولمان، وتضاهي جودة زعفران سرغينة جودة أنواع الزعفران الذي ينتج محليا بتالوين بإقليم تارودانت، والذي يتطلب يدا عاملة لها خبرة وتجربة في التعامل مع النبتة النادرة وباهظة الثمن.
وتنطلق دورة إنتاج الزعفران في سرغينة، مع بداية شهر يونيو إلى منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتمر عبر زرع بصيلات الزعفران و سقيها بشكل سطحي ثم مباشر، لتنطلق بعد تفتح زهرته عملية القطف، وهي المهمة التي توكل للنساء، انطلاقا من أواخر شهر أكتوبر إلى بداية شهر نوفمبر، وتستمر حوالي الأسبوعين.
حيث تعمل النساء على فصل شعيرات الزعفران عن الزهرة البنفسجية وتجفيفها على درجة حرارة مرتفعة أو في الظل ليتم تغليفها لتصبح جاهزة للتسويق وبيعها بأثمنة تصل ل 40 درها للغرام الواحد ولهذا فالمغاربة يسمونه بالذهب الأحمر.
وتندرج زراعة الزعفران بإقليم بولمان في إطار تنويع الإنتاج الفلاحي من جهة، و من جهة أخرى في إطار دعم التعاونيات و خاصة النسائية منها من خلال خلق نشاط محلي مدر للدخل و خالق لفرص الشغل .
وفي تصريح لصفروبريس أكدت السيدة سلمى ضاهر رئيسة مصلحة إنجاز مشاريع الإنتاج الفلاحي بالمديرية الإقليمية للفلاحة لبولمان، أن مشروع الزعفران في إقليم بولمان يندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر المخصص للنساء، حيث تم غرس 15 هكتار لفائدة 165 مستفيدة حيث كانت المديرية نستهدف خلق أنشطة إضافية مدرة للدخل بالنسبة للنساء في إطار مقاربة النوع، بالإضافة لمساحة توازيها عند الخواص .
و أضافت السيدة سلمى ضاهر أن إقليم بولمان يتوفر على مجموعة من التعاونيات النسوية النشيطة في مجال الزعفران و تستفيد من الدعم و المواكبة التقنية، و تستهدف تجميع هذه التعاونيات في إطار الجيل الاخضر.
مضيفة أن الظروف المناخية و التربة في الإقليم تعتبر عواملا مشجعة لزراعة الزعفران ، و نحن الآن بصدد جني المحصول الذي يعتبر متوسطا لحد الساعة و نطمح في إطار التجميع أن ترتفع المردودية مع العلم ان المردودية ترتفع من سنة إلى أخرى ، و في السنة الرابعة للإنتاج تصل الى كيلوغرامين في الهكتار ، ونطمح لتحقيق خمس كيلوغرامات في الهكتار و ذلك بتجميع المنتجين و تطوير الإنتاج.
وفي تصريح آخر قالت السيدة حفيظة مقادري صاحبة ضيعة لإنتاج الزعفران بمنطقة سرغينة بإقليم بولمان أن ما يميزها هي و باقي المنتجين بالمنطقة هو كونهم ينتجون زعفران طبيعي (بيو) خالي من المواد الكيماوية على حوالي 32 هكتار من الأراضي و التي نالت شهادة البيو من قبل منظمة دولية وفق المقتضيات الأوروبية و القانون المغربي، بالنسبة للإنتاج تقول هذه المالكة فهو مستمر للسنة الرابعة على التوالي ، و لا يقل جودة عن الزعفران المنتج بدول أخرى ، بل إنه مصنف في الدرجة الأولى وفق تصنيف دولي .
وأضافت أنه فوق كل التصنيفات يتميز منتوجنا بتجانسه و إمكانية تتبع مصدره و ذلك لكون كل منتوجنا موجود في منطقة واحدة ، و بالتالي هناك تجانس المصابيح و تجانس التربة . أيضا ولكي نضمن الجودة العالية نقوم بعملية التحويل انطلاقا من الجني من طرف عاملات مؤهلات يقمن بعمل دقيق لعزل زهرة الزعفران من النبتة ، وهي عملية صعبة و معقدة و تتطلب مهارات خاصة.
وواصلت مقادري أن منتوجهم يتميز عن منتوجات أخرى بعدة خصائص كونه خفيفا لان القواعد تتطلب نسبة رطوبة تنخفض عن معدل 12 و في سرغينة فالمعدل اقل من ذلك بكثير. وقد أكدت تحاليل أجريت من طرف مختبرات معترف بها دوليا أننا في الدرجة الأولى .
وأشارت ذات المتحدثة أنه من الأسباب التي شجعتنا على انتاج الزعفران هناك نوعية التربة الملائمة ، والعلو في المناطق المزروع فيها، حيث يصل إلى 1500 متر فوق سطح البحر في جماعة سرغينة، بالإضافة إلى الجو البارد الذي يتميز بالثلوج في الشتاء، و معتدل صيفا. هذا بالإضافة إلى تشجيع اليد العاملة و توفير دخل إضافي لنساء المنطقة .
وبالنسبة لخصائص الزعفران فإن زهرة الزعفران تستخدم منذ القدم في الطبخ نظرا لفوائده العلاجية بالنسبة للجهاز العصبي ، و يساعد على التخفيف من آثار الاكتئاب و الأرق، و كذلك مضادات الأكسدة.و ذلك لاحتوائها على عناصر نشيطة من أهمها le safranal et la picrocrocine. كما تستعمل ايضا كمكون في مواد التجميل