ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭ ﻛﺴﺐ ﺛﻘﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺑﻨﺎﺀ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳﺔ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، ﻭﻓﻲ ﺿﻞ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﺠﻌﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺣﻖ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻷﺭﺽ، ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺣﻠﻢ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ” ﺃﺩﺭﺝ ” ﻧﻮﺍﺣﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻔﺮﻭ، ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺣﻴﺚ ﺗﻐﻴﺐ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻔﻚ ﺍﻟﺨﻠﻮﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ .
ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻘﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻀﻤﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ 4G ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻟﻮﺟﺴﺘﻴﻜﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ . ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﻪ ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺗﺎﻡ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺟﻮﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ . ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻧﻨﺎﺩﻱ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻭﻳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺷﻌﺎﺭ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻐﺮﺑﻴﻦ : ﻣﻐﺮﺏ ﻧﺎﻓﻊ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺑﻨﺎﻳﺎﺕ ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﻓﻖ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ . ﻭﻣﻐﺮﺏ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻓﻊ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﻧﺬﻛﺮ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺩﺭﺟﺔ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ . ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻀﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ” ﺃﺩﺭﺝ ” ﺷﺒﻪ ﻣﻌﺰﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ؟ . ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﺴﺆﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺑﺘﺤﺴﻴﻦ ﺟﻮﺩﺓ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ؟ . ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺳﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻌﻮﻩ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻟﻴﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺑﺠﻮﺩﺓ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ؟ ﻣﺘﻰ ﻧﺤﺲ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻣﻮﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ؟ .