مع كل مرة تتحرك فيها الآليات نحو الطريق الرابطة بين بئر طمطم ورباط الخير؛ يخيل للأهالي مع مرآها أن الإصلاح أخيرا سيعم هذا المقطع الصعب من الطريق، ويتبادر إلى ذهن السائقين أن معاناتهم الطويلة مع هذا الشريط الضيق ستنتهي إلى الأبد.. وأنهم قريبا في الطريق لأن ينعموا بطريق معبدة ترقى إلى تطلعاتهم!
غير أن الإصلاحات الرديئة والهزيلة ، التي تشمل هذا الشق في كل مرة ـ مع اقتراب كل زيارة ملكية للإقليم ـ تصيبهم بالإحباط، وتشعرهم باليأس والغضب. فبعد إصلاحات الشهر المنصرم، والتي اقتصرت على ملء جنبات الطريق بالتراب وتمهيدها، تأتي الإصلاحات اليوم لملء الحفر العديدة بالرمال الممزوجة بالزفت!
ومما لاشك فيه ، أن الجزء الأعظم من الطرق بالإقليم، أصبح يعيش حالة مزرية ووضعية صعبة. وعوض أن يتم اعتماد استراتيجية معقولة ومدروسة لتجاوز الحالة الرديئة لهذه الطرق، وتأهيلها بشكل جيد، يتم استنفاذ الجهود، وتبذير الأموال في إصلاحات ترقيعية لا ترقى إلى مستوى التطلعات، وغالبا ما تكرس الحالة المزرية لهذه الطرق، وتزيد من معاناة مستعمليها. ولا شك في أن تغييب دور المحاسبة عند كل إصلاح يتم بهذه الطرق، يقضي بأن تبقى على حالتها المزرية لسنوات وسنوات.. وأملنا الوحيد والكبير يبقى قائما في العناية الملكية التي قد تعجل بتحسين حالة هذه الطرق، مع الزيارة الميمونة لصاحب الجلالة نصره الله للإقليم.