خاضت تعاونية الإكليل لتقطير النباتات الطبية والعطرية هذه السنة تجربة غير مسبوقة بجماعة سيدي يوسف بن احمد بإقليم صفرو، تتمثل في زراعة نبات الزعفران. حيث انتقل فريق صفرو بريس إلى بلدة صنهاجة (طريق بولمان) ليطلع عن قرب على هذه التجربة الجديدة والنوعية. ومن خلال استجوابنا للسيدة مليكة نقاش رئيسة التعاونية أخبرتنا أنها لم يمر على تأسيسها سوى سنتين، حيث كانت تشتغل على تقطير النباتات الطبية والعطرية مثل أزير والزعتر والخزامى والورد البلدي والبابونج والقرنفل والسالمية وغيرها بطرق تقليدية. ومما جعل التعاونية تفكر في الاشتغال بهذا النشاط هو أن التقطير كانت تمارسه المرأة الصفريوية منذ القدم، إلا أنه بدأ يقل أو يتعرض للانقراض في العقود الأخيرة، الشيء الذي دفع عضوات تعاونية الإكليل إلى إحيائه من جديد باعتباره تراثا محليا تتميز به منطقة صفرو، وذلك بالنظر إلى ما تتوفر عليه هذه المنطقة من ثروات طبيعية غنية ومتنوعة، وإلى ما تتوفر عليه النساء الصفريويات من رصيد تاريخي في مجال تقطير النباتات.وقد بدأت التعاونية تجربتها في مجال زراعة الزعفران بزراعة مساحة صغيرة في حديقة منزل الرئيسة بمدينة صفرو، حيث أبانت التجربة على أن هذه المادة صالحة للزراعة في هذه المنطقة التي تتشابه كثيرا في خصائصها الطبيعية مع منطقة تالوين بإقليم تارودانت حيث الموطن الأصلي للزعفران بالمغرب. مما شجع تعاونية الإكليل على خوض التجربة في مساحة أكبر، حيث قامت هذه السنة بزراعة هكتار واحد من مادة الزعفران بكل من منطقة صنهاجة ومنطقة موجو بجماعة سيدي يوسف بن احمد بإقليم صفرو. وقد أظهرت النتائج الأولية أن منتوج الزعفران يتميز بمواصفات عالية من حيث الجودة والمردودية ).إلا أن الساهرات على هذا المشروع ينتظرن من الجهات المسؤولة تثمين هذه المجهودات المبذولة من قبل تعاونية الإكليل سواء في مجال تقطير النباتات الطبية والعطرية أو في مجال تثمين زراعة الزعفران الفتية بهذا الإقليم، خاصة وأن عضوات التعاونية هن من يتحملن تكلفة كراء مقر التعاونية، وكراء الأرض لزراعة الزعفران، إضافة إلى مصاريف العمال والعاملات المياومين، ومصاريف اقتناء النباتات الطبية والعطرية، علما أن التعاونية بحكم طابعها النسائي تهدف إلى خلق أنشطة مدرة للدخل للنساء القرويات والنساء في وضعية هشة، واللواتي بلغ عددهن 14 امرأة سواء العضوات منهن داخل التعاونية أو النساء المتعاونات معها.