شهد مطار محمد الخامس الدولي شللاً جزئياً في خدماته الأرضية ، بعدما دخل عمال خدمات الأمتعة في إضراب مفاجئ، احتجاجاً على ما وصفوه بظروف العمل “غير العادلة” واستمرار تجاهل مطالبهم من طرف الجهات المشغلة.
وبحسب معطيات ميدانية، فإن العشرات من العمال المكلفين بتحميل وتفريغ الأمتعة توقفوا عن العمل بشكل كلي داخل ساحة العمليات، ما أدى إلى اضطراب ملحوظ في مواعيد تسليم الأمتعة للركاب القادمين، وتأخر عمليات شحن الأمتعة الخاصة بالرحلات المغادرة. كما لوحظ تكدس غير معتاد في بعض مرافق المطار، مع استنفار فرق الأمن الداخلي والموظفين الإداريين لمحاولة احتواء الوضع.
الإضراب لم يؤثر على حركة الطيران بشكل مباشر، إذ واصلت الطائرات إقلاعها وهبوطها في مواعيدها، لكن تأخر تسليم الأمتعة أثار استياءً واضحًا لدى عدد من المسافرين الذين وجدوا أنفسهم في انتظار طويل دون توضيحات رسمية من قبل شركات الطيران أو إدارة المطار.
مصادر نقابية تشير إلى أن هذه الخطوة التصعيدية جاءت بعد سلسلة من التحذيرات والوقفات الإنذارية، من أجل دفع الشركات المفوّضة للخدمات الأرضية إلى تحسين الأجور، وتوفير وسائل الحماية المهنية، واحترام ساعات العمل القانونية. كما طالبت النقابات المعنية بفتح حوار مباشر مع المكتب الوطني للمطارات من أجل إيجاد حل جذري يضمن كرامة العاملين واستقرار المرفق الحيوي.
وفي مقابل هذا التحرك، لم تصدر إدارة المطار لحد الآن أي بيان توضيحي للرأي العام، في وقت تستمر فيه الاتصالات المكثفة بين ممثلي العمال والشركات المعنية لمحاولة إنهاء الإضراب في أقرب وقت ممكن، خصوصاً مع اقتراب ذروة موسم السفر الصيفي وتزايد حركة الرحلات الدولية.
ويُنتظر أن تعقب هذا الإضراب خطوات تصعيدية أخرى في حال عدم الاستجابة الفعلية للمطالب، ما ينذر بتكرار سيناريوهات التوتر داخل المطار، ويضع تحديات جديدة أمام قطاع النقل الجوي الوطني.