مرة اخرى يخرج علينا رئيس الحكومة ليبشرنا بان المستشفيات العمومية في المغرب ستصبح مثل المصحات الخاصة، بل وربما احسن. كلام جميل يصلح لبرنامج ترفيهي على التلفاز، لكنه لا يشبه في شيء واقع اقسام المستعجلات التي تعج بالاكتظاظ والغياب المزمن للاطر الطبية.
المغاربة يعرفون جيدا “جودة” الخدمات التي يتحدث عنها اخنوش: ساعات انتظار طويلة، قاعات ضيقة، اسرة غير كافية، وادوية مفقودة. اما عن النظافة فحدث ولا حرج. كل من زار مستشفى عمومي في طنجة او الرباط او اكادير او صفرو يدرك ان ما يقال في المنابر ليس الا شعارات للاستهلاك السياسي.
اخنوش يتحدث عن 1500 مستوصف جديد، وعن تجهيزات حديثة، وكاننا في بلد اخر غير المغرب. المواطن يسمع هذه الوعود كل سنة، ثم يذهب لعيادة صغيرة في قريته فلا يجد طبيبا ولا حتى ممرضا، واحيانا يجد بابا موصدا بسلسلة صدئة.
الامر لم يعد يحتاج الى لجان ولا خطابات منمقة. اذا اراد رئيس الحكومة ان يقنع الناس فليقم بزيارة مفاجئة لاحد المستشفيات العمومية دون كاميرات ولا موكب رسمي. هناك سيكتشف بنفسه الفارق الهائل بين الورشات التي يعلنها في البرلمان، والواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن الفقير يوميا.
باختصار، المستشفيات العمومية لن تتحول الى مصحات خمس نجوم بمجرد خطاب حكومي. الامر يحتاج الى ارادة سياسية حقيقية، وتمويل كاف، ومحاسبة للمسؤولين. اما غير ذلك فليس سوى بيع للوهم.