أقرت منظمة الصحة العالمية قواعد لاختبار علاجات عشبية أفريقية لمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا وعلى راسها نبتة “الشيح “.
واكدت المنظمة ان عقاقير تقليدية تثبت سلامتها وفعاليتها في علاج المرض يمكن الإسراع في تصنيعها.
وأضافت أن المعيار الوحيد لمدى سلامة العلاجات التقليدية وفعاليتها هو الاختبارات العلمية الدقيقة.
وتأتي هذه الخطوة بعد شهور من ترويج رئيس مدغشقر، أندريه راجولينا، لمشروب عشبي قال إنه يقضي على فيروس كورنا.
ويحتوي هذا المشروب على نبتة الشيح التي ثبتت فعاليتها في علاج الملاريا.
وأظهرت خلاصات من نبتة الشيح (أرتيميسيا) نجاعتها ضد فيروس كورونا المستجد، وفق ما كشفت عنه دراسة مختبرية حديثة، بينما ينتظر من الدراسات السريرية تقديم الدليل القاطع لفاعليتها.
عشبة الشيح المعروفة أيضا كـ « أرتيميسيا أنوا » سبق وأن برهنت على فاعليتها في مكافحة الملاريا، إذ يستخدم الأطباء مادة أرتيميسنين المستخلصة من هذه العشبة منذ أكثر من 20 عاما.
وقامت مجموعة من الباحثين في معهد ماكس بلانك في بوتسدام إلى جانب أخصائيين من جامعة برلين ببحوث تبيّن مدى قدرة العشبة على المساعدة في مواجهة عدوى كوفيد-19. « في الدراسات الجديدة قمنا باستخلاص مواد خالصة لعشبة أرتيميسيا ومزجناها مع الفيروس »، يشرح بيتر زيبيرغر من معهد ماكس بلانك الألماني الذي أطلق بالاشتراك مع الأخصائي في الكيمياء كيري غيلمور هذه الدراسة.
أراد العلماء معرفة مدى مفعول خلاصات هذه العشبة ـ أرتيميسينين خالصة ومشتقات مقربة ـ في مكافحة فيروس كورونا. « بعدما اشتغلت مع خلاصات من أعشاب الشيح كنت على معرفة بأنشطة الأعشاب ضد الكثير من الأمراض المختلفة بما في ذلك سلسلة من الفيروسات »، يقول زيبيرغر. ولهذا كان هو وزملاؤه يعتقدون أنه من المجدي إجراء بحوث على أنشطة هذه الأعشاب ضد الفيروس الجديد.
في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية يتم منذ مدة طويلة استخدام الخلاصات النباتية للعلاج من أمراض العدوى. فخلاصات أرتيميسيا تُستخدم بالأساس في علاج أمراض الحمى كمادة ناجحة مثلا ضد الملاريا.
وأرتيميسينين هي أساس علاج مزدوج مضاد للملاريا لا توجد فيه إلا عوارض جانبية قليلة أو أنها غير موجودة. وفي كل سنة يتم معالجة ملايين الكبار والأطفال بهذا العقار.وفي الأثناء توجد تحفظات وخشية من تطور مقاومات، كما يفيد زيبيرغر. « نريد تحذير الأشخاص الذين يعيشون في مناطق انتشار الملاريا من أخذ هذه الخلاصة. يجب علينا فعلا انتظار إجراء دراسات سريرية مراقبة ».
وتم اكتشاف المادة النباتية الثانوية لنبتة المرامية في 1972 من طرف الكيميائية الصينية والصيدلية تو يويو. وتكريما لعملها هذا حصلت العالمة في 2015 على جائزة نوبل للطب.