يبدوا أن بعض المسؤولين المغاربة لا يأخذون بعين الاعتبار كون اللغتين الرسميتين للمملكة، حسب الدستور، هما العربية و الأمازيغية. ففي الوقت الذي أصبح فيه التحدث باللغة الأم أثناء زيارة بلدان اخرى أو خلال إلقاء الخطب في المحافل الدولية أحد أهم مرتكزات السيادة وإثبات الذات في الخارج لازال بعض المسؤولين المغاربة يتحدثون لغات أجنبية أخرى، و بخاصة اللغة الفرنسية خلال هذه المناسبات. فقد لوحظ صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة بنكيران الثانية، أثناء مؤتمره الصحفي مع نظيره الروسي “سيرغي لافروف” يوم الخميس الماضي وهو يتحدث اللغة الفرنسية في خرق فاضح للأعراف الديبلوماسية، في حين تحدث “لافروف” باللغة الروسية. تحقير اللغة العربية حسب ملاحظين لا يتم خارج البلاد فقط بل داخل المغرب أيضا حيث أن مجموعة من الإدارات وعلى رأسها القطاع البنكي و القطاع الصحي لا زالت تعتمد اللغة الفرنسية كلغة للتعامل رغم المجهودات المبذولة من طرف الحكومات المتعاقبة لترسيخ استعمال اللغة العربية عبر تعميم دوريات ومذكرات في هذا الشأن. كما أن بعض المسؤولين المغاربة يعانون من عسر شديد في التحدث باللغة العربية نتيجة تكوينهم التعليمي الذي غالبا ما يتم بلغات أجنبية.