في خطوة غير معتادة، وجّه عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، تحذيرًا علنيًا بشأن ما وصفه بـ”نزيف خطير” في صفوف الكفاءات الهندسية داخل المؤسسة النقدية الوطنية، كاشفًا عن مغادرة أزيد من 20 مهندسًا متخصصًا في ظرف سنتين فقط.
وقال الجواهري، خلال اجتماع رسمي أمس، إن البنك المركزي المغربي بات يواجه صعوبة متزايدة في الاحتفاظ بالكفاءات التقنية والمعلوماتية، خاصة في ظل المنافسة القوية من شركات القطاع الخاص داخل المغرب وخارجه، والتي تُغري الأطر بتعويضات وإغراءات أكبر بكثير.
وأكد المسؤول ذاته أن هذا الواقع يُهدد استقرار الأنظمة المعلوماتية للبنك، وقد يؤثر على جودة الخدمات التنظيمية والرقابية التي يضطلع بها بنك المغرب، لا سيما في مرحلة تشهد فيها البلاد تحولات رقمية متسارعة، وضغوطًا دولية على المؤسسات المالية.
وطالب والي البنك الحكومة المغربية بـ”التدخل السريع” لوضع حد لهذا الاستنزاف، من خلال تحفيزات مادية وإدارية تُشجع على استقرار الكفاءات، وتوفير بيئة تنافسية داخل القطاع العام. واعتبر أن الاحتفاظ بالمهندسين المتخصصين لم يعد ترفًا، بل ضرورة سيادية لحماية البنية المالية الوطنية.